بعد رصد تحركات 30 عنصرا في المنطقة شنّ الجيش التونسي عمليات قصف لمخابئ يشتبه في تحصن الإرهابيين فيها في جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية، وذلك على خلفية رصد تحركات مجموعة تتكون من 25 إلى 30 عنصرا في المنطقة. وكشف المتحدث باسم الجيش التونسي توفيق الرحموني، عن استعمال أسلحة مدفعية لقصف الجبل، بعد رصد تحركات الإرهابيين، في انتظار أن تتواصل العملية إلى غاية القضاء عليهم، دون أن يكشف فيما إذا كانت هناك خسائر في الأرواح، حسب ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء. وحسب المصدر ذاته، فإن مخاوف تونس من خطر الإرهاب تنامت في الفترة الأخيرة بالموازاة مع خطواتها الأخيرة لتحقيق الديمقراطية، بعد 3 سنوات من ثورتها ضد نظام بن علي، والتي مثلت الشرارة التي أشعلت ثورات الربيع العربي في كل من مصر، اليمن وسوريا. وأعلنت السلطات التونسية حالة الاستنفار في جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية منذ اكتشاف وجود مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي شهر ديسمبر 2012، وأدت المواجهات التي دارت بينها وبين الجيش طيلة الأشهر الماضية إلى وقوع خسائر بشرية من الجانبين، وعلى خلفية الخطر الذي يتهدد تونس، قامت هذه الأخيرة بتعزيز التنسيق الأمني مع الجزائر التي تملك تجربة واسعة في مكافحة الإرهاب، ولعل عدم الاستقرار السياسي في تونس زاد من تأزم الوضع، بعدما لجأت المعارضة إلى اتهام الحكومة بالتساهل مع خطر الإرهاب، بعد مقتل عسكريين ودركيين تونسيين على يد العناصر الإرهابية. كما امتد الإرهاب إلى وسط تونس والمدن السياحية، حيث تم إحباط عمليات تفجير انتحارية كانت تستهدف مواقع سياحية يزورها الأجانب، ولعل وعورة طبيعة جبل الشعانبي، صعب من عملية الجيش، حيث أصبحت المنطقة الأخطر ونقطة العبور من وإلى داخل الأراضي التونسية.