عاش مقر ولاية عنابة، عشية اليوم، على وقع مشادات واشتباكات بين مواطنين من عدة أحياء وقوات الأمن، أثارت هلعا ورعبا بوسط المدينة، وانتهت بإصابة بعض أعوان الشرطة بجروح طفيفة وتوقيف محتجين. احتج أمس، سكان البيوت القصديرية القاطنون بمناطق القنطرة، حجر الديس، وسيدي عمار أمام مقر ولاية عنابة للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية إيجاريه في القريب العاجل، حسب الوعود التي تلقوها من المسؤولين المحليين. و أكد المتظاهرون، أنه تم إحصاؤهم خلال عملية الإحصاء الأخيرة للسكنات الهشة عام 2007، إلا أنه تم تجاهل حاجتهم إلى الترحيل في القريب العاجل، حيث تنتظر 150 عائلة تقطن بالأكواخ القصديرية في منطقة القنطرة استفادتها من الحصة المخصصة لهم للقضاء على السكن الهش وذلك في إطار مشروع اجتماعي بمنطقة الشعيبة الكائنة ببلدية سيدي عمار، وقد وعدوا بالترحيل في عهد الوالي السابق إلا أن الأمر لم يتم. وكذلك الحال بالنسبة لسكان منطقتي حجر الديس وسيدي عمار الموعودون بالترحيل في إطار خطة الدولة للقضاء على السكنات الهشة. وكان المعنيون بالأمر قد احتجوا في مرات سابقة، وتلقوا وعودا من المسؤولين بتسوية وضعيتهم، الأمر الذي دفع بهم إلى تجديد نفس المطالب بعد تنصيب الوالي الحالي منذ بضعة أشهر.من جهتهم ثار محتجون من حي سيدي حرب بأجزائه الأربعة على عدم منحهم سكنا في عملية الترحيل التي ستعرفها المدينة في الأيام المقبلة، خاصة أنهم تخلفوا من مجموع المرحلين في المرة السابقة، وبقي منهم عشرات العائلات سجلتهم الجهات المختصة في قائمة إضافية بعد أن تمت إعادة النظر في طعونهم، إلا أن عددا من المسجلين في هذه القائمة وجد نفسه خارج مجموعة المرحلين للمرة الثانية، بينما سجلت لجنة الحي، كما قالوا، أسماء أخرى لأفراد لا يعرفونهم على حد اتهاماتهم.. من جهته، ذكر مصدر مأذون من الولاية، على لسان الأمين العام للولاية، أن جميع الطعون درست وكل الملفات ستؤخذ بعين الاعتبار، وأن المتخلفين من عمليات الترحيل المختلفة، والذين تتوفر فيهم جميع الشروط، سيتم إدراجهم مع مرحلي حي سيدي حرب و بوخضرة الذي سيكون بعد حوالي شهرين، مؤكدا أن الوالي قد شدّد على أن لا يكون أي ترحيل قبل إتمام التهيئة الخارجية وجميع المرافق الخاصة بالحي الجديد. المتحدث قال إن المسؤولين بالولاية يطلبون من المحتجين إثباتا ودليلا قاطعا على أنه تم منح بعض السكنات لأشخاص دخلاء، ويناشدونهم التعقل، لأن العملية لم تنته بعد.