عاد الغموض ليكتنف الحالة الصحية للرئيس المصري حسني مبارك بعد الإعلان عن إلغاء مفاجئ لجدول أعماله المعلن هذا الأسبوع، إذ أكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تأجلت مجددا إلى إشعار آخر، كما تم تأجيل الزيارة التي كان مقررا أن يقوم محمود عباس لمصر الخميس· وتحدثت مصادر إسرائيلية وفلسطينية عن تأجيل الزيارتين إلى الأحد المقبل، إلا أن القاهرة تحفظت عن تأكيد هذا رسميا· واكتفى المركز الصحافي التابع لوزارة الإعلام بتأكيد أن الزيارتين تأجلتا إلى وقت لاحق دون إعطاء أي تفاصيل· وتضاربت الأنباء حول مكان الرئيس المصري حسني مبارك إذ أشارت تقارير إلى سفره إلى ألمانيا مجددا لاستكمال العلاج اثر العملية الجراحية التي أجراها في مدينة هايدلبرغ في السادس من مارس الماضي، بينما رفض المصدر المقرب من الرئاسة نفي أو تأكيد هذه الأنباء مشيرا إلى حالة من التكتم الشديد يفرضها المقربون من الرئيس حول حالته الصحية وتحركاته سواء داخل مصر أو خارجها·وظهر مبارك قبل عدة أيام في حفل تخريج لدفعة من المعهد الفني للقوات المسلحة، إلا أنه بدا متجهما ولم يلق كلمة في الحفل الذي أذيع بشكل مختصر في التلفزيون الحكومي· ومنذ عودته إلى مصر في شهر ماي الماضي، لم تصدر أي تقارير رسمية حول حالته الصحية، ولكن وسائل الإعلام الحكومية أشارت إلى تعافيه التام من آثار العملية الجراحية· ومع عودة الغموض حول صحة مبارك، يعود إلى الواجهة ملف الخلافة، مع عدم إعلان الحزب الحاكم اسم مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام المقبل· كما تبدي إسرائيل قلقا بالغا من التطورات الصحية لمبارك الذي يبلغ من العمر 81 سنة خاصة وأنه يعتبر ''كنزا إستراتيجيا'' للدولة العبرية كما سبق وأن وصفه وزير البنى التحتية بن أليعيزر،خاصة وأن أي مستقبل غامض لمصر يعني بالضرورة مستقبلا غامضا لاتفاقية السلام مع إسرائيل التي تمثل خطا أحمر وأهمية بالغة لإسرائيل·