تفنيدا لشائعات راجت طوال الأسبوع بشأن صحة الرئيس المصري حسني مبارك، عرض التلفزيون الحكومي لقطات أظهرته بصدد حضور استعراض لسلاح الجو. يأتي ذلك بالتزامن مع رواج تقارير عن قلق عام بشأن خلافة الرئيس مبارك البالغ 83 عاما من العمر على رأس الدولة في ظل تعسّر واضح في مسار تمرير ما يدعوه المصريون بتوريث الحكم لنجله جمال. وأعطى تقرير لصحيفة ''وورلد تريبيون'' الأمريكية ''القلق'' على خلافة مبارك بعدا دوليا حين تحدث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحث الرئيس المصري حسني مبارك على تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية 2011 لتجنب فراغ السلطة. وظهر الرئيس المصري في لقطات تلفزيونية حية ملوحا للحشود من سيارته قبل أن يترجل ويصافح كبار المسؤولين الحاضرين للعرض الذي انتظم في إطار حفل تخرج الدفعة 77 من طلاب الطيران في اكاديمية الطيران بمحافظة الشرقية شمالي القاهرة. وكان قراران متتاليان بتأجيل اجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أشعلا الشائعات بشأن صحة مبارك وقالت صحيفة السفير اللبنانية إن التأجيل يرجع الى أن الرئيس المصري سيسافر إلى المانيا للعلاج مجددا. كما أن صحفا اسرائيلية انخرطت بدورها بالترويج لأنباء عن إصابة مبارك بالسرطان الأمر الذي نفته بشدة مصادر رسمية مصرية. أما صحيفة ''وورلد تريبيون''، فأعطت القضية بعدا دوليا، حين قالت في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني، إن الدوائر الأمريكية باتت قلقة على مستقبل الحكم في مصر، حيث تقف القاهرة على مشارف الانتخابات الرئاسية دون أن يكون واضحاً أو معلناً هل سيرشح الرئيس مبارك نفسه أم يقرر الاكتفاء بفتراته الخمس نظراً لظروفه الصحية ويتقدم للترشيح شخصية أخرى. ومن جهتها نقلت صحيفة ''الدستور'' المصرية المستقلة عن ''وورلد تريبيون''، إن الولاياتالمتحدة قلقة من احتمالات دخول مصر في حالة فوضي سياسية، مشيرة إلى رفض الرئيس المصري تلك الدعوات، معتبرة أنه فشل في تأسيس ائتلاف يضم المؤسسات السيادية لتسهيل تمرير السلطة لنجله جمال مبارك. وقالت الصحيفة مستندة إلى مصادر لم تسمها، إن الخارجية الأمريكية تؤيد ترشيح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، رئيساً قادماً لمصر. يأتي ذلك بينما جرى لقاء للبرادعي بالسفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي على المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية موجة من النقد العنيف. وقد أثارت زيارة سكوبي يرافقها سفراء انجلترا واستراليا وكندا لمنزل البرادعي مؤخرا، ردود أفعال وطرحت العديد من علامات الاستفهام داخل الساحة السياسية المصرية وراح البعض يتساءل هل ما تفعله سكوبي يدخل في إطار عملها الدبلوماسي أم التدخل في الشأن السياسي المصري. وقد رد البرادعي بأن ''اللقاء مع السفيرة الأمريكية جاء بالتنسيق بيننا''، مضيفا ''في معظم أنحاء العالم، يقوم زعماء وقادة المعارضة بعقد لقاءات مع رؤساء الدول وأصحاب المناصب الرفيعة في الحكومات، وهو ما يأتي كنتيجة طبيعية لعالم متصل ببعضه ويعيش حرية التعبير والشفافية بشكل حقيقي من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية للجميع''.