حال الوضع الأمني المتدهور في مالي، دون إتمام إنجاز أكبر مشروع عابر للصحراء والمتمثل في الطريق الصحراوي الممتد على مسافة 9 آلاف كلم، خصوصا أن الجماعات المسلحة لا تزال تسيطر على منطقة الشمال، ليتأجل بذلك المخطط الإفريقي الخاص بدعم الشراكة بين عدد من الدول والربط فيما بينها بشبكة للطرق. كشف وزير الأشغال العمومية فاروق شيالي، خلال الدورة ال60 للجنة الاتصال للطريق العابر للصحراء المنعقدة أمس بفندق الأوراسي، أن الجزائر أنفقت مبلغ 2 مليار أورو، ما يعادل 212 مليار دج لإنجاز مشروع الطريق العابر للصحراء، حيث نجحت إلى غاية الآن في إنجاز 95 % منه، على مسافة 7200 كلم، على مستوى الجزائر، تونس، النيجر، مالي ، نيجيريا والتشاد، حيث تكفلت الجزائر بإنجاز نصيبها المتمثل في 3400 كلم، وأنجزت المقطعين المتعلقين بالنيجروتونس على امتداد 2400 كلم و39 كلم على التوالي، فيما يبقى الجزء الخاص بمالي متعطلا لأسباب أمنية بعدما أنجزت نسبة 50 % منه، على مسافة بلغت 200 كلم التي تربط بين تمنراست، تيمياوين وتيزاواتين، وأشار الوزير إلى أن استكمال المشروع سيتم قريبا بما أنه مبرمج حتى آفاق 2016، ولم يبق منه الكثير. وأضاف شيعلي، أن الجزائري تكبدت ميزانية المشروع في الجزء الخاص بها، على عكس باقي الدول التي استنجدت بعدد من البنوك الإفريقية، العربية والإسلامية، حيث تكفل البنك الإسلامي للتنمية بإنجاز 230 كلم في النيجر، فيما تتكفل الدول بتمويل مشاريعها بنسبة 30 % على الأقل. من جانب آخر، باشرت وزارة الأشغال العمومية تحقيقاتها لتحديد أسباب التصدع الذي تعرض إليه الطريق السيار شرق -غرب على مستوى منطقة بوزين قرب بلدية عين النحالة على الحدود بين ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان، نتيجة تساقط الأمطار مؤخرا، خصوصا أن المشروع كبد الخزينة العمومية مبالغ بالملايير، حيث لمح الوزير إلى أن الشركات التي تكفلت بالإنجاز هي المتهم الرئيسي في هذه الكارثة