توجّه معظم الغرداويين منذ صباح أمس، إلى مراكز الاقتراع، على غرار ما كان يتوقعه الداعمون للفتنة بالمنطقة، الذين أرادوا استغلال أحداث غرداية لتمرير أجندة خاصة، لاسيما خلال الحملة الانتخابية، حيث توجه المالكيون والإباضيو على حد سواء في الساعات الأولى من صباح أمس إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار الرئيس الجديد للبلاد، استجابة للبيان الذي أصدره مجلس باعبد الرحمن الكرثي الهيئة العليا لمجلس الأعيان بالمنطقة والذي دعا فيه إلى التصويت والمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية بالنظر إلى أهميتها وسط الانتشار المحكم لعناصر الجيش والأمن مما وفر جوا من الأمن والهدوء ثلاثة أيام قبل الموعد الانتخابي. أكدت مصادر "البلاد"، عودة الهدوء التام إلى مختلف شوارع وأحياء مدينة غرادية بعد تولي الجيش مهام توفير الأمن والتغطية المحكمة لمختلف بؤر التوتر في المدينة، حيث عرفت الأحياء صباح أمس، حركة عادية واكتظاظ الشوارع بالمارة لم تعرفه منذ قرابة الشهرين، إلى جانب إقبال معتبر على مراكز الاقتراع من كلا الطرفين، كما شوهدت حوامات الأمن تحلق منذ الصباح فوق سماء الولاية لرصد أي تحركات مشبوهة من شأنها المساس بأمن المواطنين، وأضافت ذات المصادر أن سكان غرداية "يستبشرون خيرا" بعد الانتخابات الرئاسية. من جهته، أكد مصدر أمني في اتصال ب«البلاد"، عدم تسجيل أي تجاوزات أمنية بالمنطقة ويرجع ذلك -حسبه- إلى النظام الأمني الذي فرضته قيادة الجيش الوطني الشعبي المكون من أربعة آلاف جندي لتأمين غرداية تحسبا لأي طارئ قبيل الانتخابات، بالموازاة مع الأزمة التي تعيشها مند أشهر عدة. وكان والي غرداية قد وضع مع بداية الأسبوع الجاري اللمسات الأخيرة على المخطط الأمني الخاص بتأمين الانتخابات، وتقرر في هذا الصدد تسخير كل القوات الموجودة بمدن غرداية وبنورة وبريان والقرارة، التي يزيد تعدادها عن 6 آلاف عنصر من أجل تأمين المراكز الانتخابية وخطوط المواصلات بين الإدارة ومراكز الانتخابات، حيث تم نشر نصف تعداد القوات الموجودة لتأمين مراكز الانتخابات والطرق الرئيسة وتسخير باقي القوات لحفظ الأمن والنظام، حيث تخوفت اللجنة الأمنية بولاية غرداية من اندلاع موجة عنف جديدة يوم الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يعقد مهمة إجراء الانتخابات، وتكمن المشكلة -حسب مصدر مسؤول من الولاية- في توزيع مراكز الانتخابات وصعوبة الوصول إليها بالنسبة إلى الناخبين من طرفي النزاع، وهذا ما قد يؤدي إلى تقليص نسبة المشاركة في الرئاسيات.. إلا أن تسجيل الهدوء التام والمشاركة القوية في الانتخابات من طرف الغرداويين يعتبر ضربة ورسالة قوية إلى دعاة المقاطعة وبعض الجهات التي حاولت الاصطياد في المياه العكرة واستغلال أزمة غرداية للبحث عن ربيع، أبى الميزابيون عدم قطع إزهاره، بعد أن خرجوا أفواجا للمشاركة في الانتخابات، بالرغم من قيام عشرات الأسر بالرحيل إلى الولايات المجاورة مستغلة الهدوء الحذر أو مدن في الشمال فرارا من الوضع الذي بات غير قابل للتحمل.