سطعت الدبكة اللبنانية في ثالث سهرات مهرجان ''جميلة'' العربي فكانت فيها أصداء جنوب لبنان حاضرة بكل ما تعنيه الكلمات الراقية في الفن العربي منتشية بريح بيروت وعبق الفن الجبلي الأصيل فكان فيها الفنان ملحم زين ''زين'' في فنه وروى ظمأ المتعطشين للطرب الأصيل في ساحة ''سفير سبتيم'' الأثرية بعد عام كامل غاب عن أطلالها الفن الراقي على شاكلة الذي استمتع به الجمهور سهرة أول أمس. وغنى ملحم زين روائعه وأعاد من قاموس ذكريات الفن العربي الأصيل أغان عديدة متفننا في الإبداع والتقليد؛ فاختار البداية من تجربة الحياة ولقاء الأيام فغنى ''نور عيونه'' المستمدة من الأحياء والشوارع اللبنانية الجنوبية وأوصلها بوصلات ''الساعة سبعة'' التي أعادت الجماهير إلى الأيام الأولى لبدايات هذا الفنان الرقيق الذي اختار في أولى خطواته الفنية إعادة أغاني ''كوكب الشرق'' أم كلثوم على غرار رائعتها الشهيرة ''الأطلال'' وأغنية ''لسه فاكر'' التي كانت أول أغنية أداها الفنان في بداياته. كما أدى نجم السهرة الثالثة بإبداع متميز أغنيته الشهيرة ''مشيتي'' المأخوذة من التراث المعاصر، كما يقال في بيروت. وجاءت هذه الأغنية لتضع حدا للشائعات الكثيرة التي دارت بالفنان حول زواجه بابنة الرئيس اليمني الأسبق و''سهام الحقد'' التي لاتزال تلاحقه إلى غاية يومنا هذا؛ خاصة بعد ''فضيحة العشرين مليون دولار'' التي أهداها له صهره ليلة زفافه. ومن الروائع التي أعاد بها ملحم زين جمهور منطقة ''كويكول'' الأثرية؛ رائعة ''الهوى'' للعملاق الراحل عبد الحليم حافظ، وهذا بعدما أدى آخر إنتاجاته في ''ألبومه'' الأخير ''كان صديقي''. كما شهدت السهرة الثالثة لمهرجان ''جميلة'' مشاركة الفن الجزائري في طابعي''المالوف'' بقيادة بن زينة، و''السطايفي'' من أداء الفنان ''زينو''، فكان الأمر أشبه ب''فاكهة السهرة'' على حد وصف العديد من الحاضرين. ومما لفت الانتباه خلال السهرة الثالثة هو الحظور غير المسبوق للعائلات التي رددت أغلب أغاني ملحم زين الذي بدا مستغربا للأمر وسعيدا به في ذات الوقت.