انتقد أمس رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، ظاهرة الاستقطاب التي تشهدها الساحة السياسية بالجزائر، من خلال التعبير عن استيائه من تعدد المبادرات دون الوصول إلى توافق وطني، معربا عن اهتمامه وقبوله بكل مبادرات الحوار ولم الشمل حتى وإن لم تكن مكتملة الأركان، داعيا لعقد ندوة وطنية تضم أقطاب النظام والمعارضة تكون خلاصة لما جاءت بها مشاورات تعديل الدستور، إضافة لندوة الانتقال الديمقراطي، مرافعا في هذا السياق عن رؤيته التي تقوم على أساس "عهدة انتقالية" تتوج بحوار وطني، دستور توافقي، حكومة توافق وانتخابات محلية وتشريعية مسبقة، وبدا مناصرة هنا رافضا لفكرة "المرحلة الانتقالية". ودافع مناصرة من بومرداس خلال افتتاحه أشغال الملتقى الدولي حول فكر الشيخ محفوظ نحناح، عن مشاركته في ندوة الانتقال الديمقراطي ومشاورات تعديل الدستور، مبديا استياءه من انتقادات بعض الجهات لثنائية طرحت من خلال المشاركة في مشاورات السلطة وندوات المعارضة، وقال في هذا السياق: "نحن دعونا للمشاركة فقدمنا رؤيتنا، مستعدون للمشاركة في أي فرصة حوار تتاح لنا"، لكنه عاد ليستدرك بالقول أن المشاركة لا تعني التزكية والموافقة بقدر ما تعني تقديم الرؤى والاقتراحات والتشخيص للوضع القائم. وفي هذا السياق لخص رئيس جبهة التغيير، مقترحات حزبه في المشاورات مع أويحيى في مجموعة نقاط، أهمها ضرورة ابتعاد السلطة عن منطق "دس السم في العسل" وكذا سياسة المراوغة، محذرا إياها من "إفراغ المشاورات من روحها". كما شدد مناصرة على أن حزبه يرى أن مقاطعي هذه الجلسات على حق، وعلى السلطة إن أرادت تكذيبهم أن تواجههم بالأفعال عوض الأقوال، مشددا على ضرورة عقد ندوة وطنية تضم الجميع من أجل عرض نتائج هذه المشاورات ومن ثم السعي لإثرائها دون إقصاء لنصل في النهاية إلى دستور توافقي. وحذر مناصرة السلطة من المضي في سياسة تهميش وتخوين وحتى "شيطنة" المعارضة، كون هذه السياسة حسبه لا تصل لنتيجة ولا تصب في خانة خدمة الوطن، مكررا في هذا السياق أيقونة الراحل نحناح "الوطن حرره الجميع ويبنيه الجميع".