صارت حياة العديد من العائلات المحاذية لوادي بوكراع منذ عده أشهر لا تطاق، جراء تدفق المياه القذرة على سطح الأرض، والسبب في ذلك هو فشل مشروع إنجاز الشبكة التحتية التي أنفقت عليها الدولة قرابة المليار سنتيم، لتنتهي في الأخير بإخراج المياه القذرة إلى السطح بدل تمريرها عبر القنوات، مما أثار استياء المواطنين، لا سيما السكان المجاورون للوادي، على غرار فرقة السخايرية وأولاد بلخير. وذكر بعض سكان السخايرية وأولاد بلخير أن الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، لا سيما البعوض، صار هاجسهم الوحيد منذ عدة أشهر، متسائلين عن عدم تدخل الجهات المعنية لمراقبة جدوى مشروع مد قنوات الصرف الصحي التي انتهت بإعادة إخراجها إلى السطح، لكون مقاولة الإنجاز لم تحترم المقاييس المطلوبة، رغم التكلفة الكبيرة التي كان السكان يأملون في أن يتخلصوا في النهاية من مشكل الروائح الكريهة وتلوث المحيط. وحسب المعلومات المستقاة فإن مصالح بلدية ودائرة بني سليمان على علم بذلك، لكن الأمور بقيت على حالها، وقد ازدادت الأمور تفاقماً في هذا الفصل الحار الذي صارت فيه الروائح الكريهة تنتشر بالحي القديم المحاذي للوادي، وتعكر صفو حياة السكان. وتعتزم بعض الجمعيات الفاعلة ببلدية بني سليمان التحرك هذه الأيام، لدفع المسؤولين المحليين إلى الالتفات لانشغالات سكان السخايرية الذين لم يفهموا، منذ انتهاء المشروع بداية هذه الصائفة، سر انتهائه بنتائج عكسية وعودته إلى نقطة الصفر، بعد ضخ أمواله إلى القائم بالأشغال. للإشارة فقد تم تنفيذ مشاريع أخرى مماثلة بوادي عليم المحاذي وأعطت نتائج إيجابية، خلصت السكان من الروائح الكريهة والحشرات الضارة وبقي الوادي عبارة عن مجرى لصرف مياه الأمطار فقط. والسؤال المطروح هو: هل يصلح المسؤولون المحليون الوضع ويعيدون تمرير المياه القذرة عبر القنوات، أم أنها ستبقى تتدفق وتتفسخ منذرة بكارثة بيئية؟