أعلن أبوبكر شيكاو زعيم جماعة بوكوحرام المسلحة في نيجيريا دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق، وقال في شريط الفيديوالذي نشر "أشقائي حماكم الله"، مشيرًا إلى "زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي"، وزعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" وزعيم حركة طالبان الأفغانية "الملا عمر" وذلك عقب إعلانه إنشاء "دولة خلافة إسلامية" في ولاية (بورنو) شمال نيجيريا على شاكلة "دولة الخلافة الإسلامية" التي بسطت نفوذها على مناطق ومدن في سوريا والعراق ما يثير المخاوف حول انعكاسات هذا التحالف على مناطق الأمن القومي للجزائر خصوصا وأن تقارير استخباراتية أكدت أن "داعش" يحاول إيجاد موطئ قدم له وسط التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة. ومنذ أن نشرت "الخلافة الإسلامية" "داعش" صورة عن مخططاتها المقبلة احتدم الجدل ونشرت العديد من التقارير عن محاولات لهذا التنظيم الإرهابي توسيع نشاطاته الى منطقة شمال إفريقيا التي تخضع لتنظيمات بعضها مستقل بذاته والبعض الآخر يتبع تنظيم القاعدة هذا الأخير الذي إبان عن رفضه ومعارضته لتنظيم "الخلافة الإسلامية" مانعا بذلك "داعش" من التسرب الى منطقة "المغرب الإسلامي" التي تعتبرها القاعدة جزءا من المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن تقارير أخرى تحدثت عن تقارب بين جماعة أنصار الشريعة التي تتموقع في غرب ليبيا والحدود الشرقية لتونس مع الجزائر يسمح بإنشاء خلايا نائمة للمقاتلين "الداعشيين" العائدين من الشرق الأسط نحو بلدانهم في المغرب العربي قبل أن يفاجئ جميع المتتبعين للوضع الأمني في منطقة الساحل بإعلان "جماعة بوكوحرام " التي تتمركز جنوب الصحراء الكبرى تحالفها مع تنظيم داعش وإنشاء "خلافة إسلامية" مستنسخة من وحي أفكارها مما يثير مخاوف من استغلال هذا التنظيم فرصة وجود خلافة إسلامية موالية له ليزحف من خلالها نحو المناطق التي أعلنت "داعش" استهدافها صراحة عبر آخر خريطة لها في الجزائر والمغرب وتونس. ولعل البعد الجغرافي للجزائر وامتداد مناطق أمنها القومي الى الحدود الجنوبية لمنطقة الساحل الإفريقي قد يجعلها أكثر يقظة تجاه أخطار الجماعات الإرهابية التي باتت تهدد الحدود الجزائرية من مختلف الجهات خصوصا أن الجزائر باتت بعد التطورات الإقليمية الأخيرة محاطة بمجموعة من الدول الهشة التي ناهيك عن أنها لا تستطيع ردع التنظيمات الإرهابية بل أصبحت مرتعا لها. والى جانب ذلك يرى مراقبون للوضع في منطقة الساحل أن خطورة تحالف "داعش" مع "بوكوحرام" يكمن في وجود العشرات من المقاتلين السود القادمين من مناطق شمال نيجيريا في المناطق الحدودية للجزائر مع مالي وليبيا والنيجر الذين أكد تنظيم بوكوحرام أنهم ينفذون عمليات لصالح تنظيم القاعدة في دول مثل ليبيا والجزائر وتونس وهو ما قد يدفع "داعش" الى استغلالهم لصالحها بعد تحالفها الأخير مع "بوكوحرام".