في تطور جديد لأطوار الأزمة في ليبيا، قررت الحكومة الليبية المتواجدة في مدينة طبرق طرد الملحق العسكري السوداني بسفارة الخرطوم لدى ليبيا الى بلاده، عقب اتهمات بتورط جيش السودان بدعم من وصفتهم بالميلشيات الإسلامية المتطرفة. واتهمت الحكومة الليبية نظريتها السودانية بتوفير دعم "للجماعات الإرهابية التي تهاجم مقرات رسمية وهو ما يمثل خرقا واضحا للقرارات الدولية وخاصة الأخير الصادر عن هيئة مجلس الأمن الأممي. وجاءت الاتهمات الليبية للسودان بعد أن توقفت طائرة سودانية في واحة الكفرة بأقصى الجنوب الليبي، وهو ما رأت فيه الحكومة الليبية دعم للميليشيات بالسلاح، لكن المتحدث باسم الجيش السوداني أكد أن الغرض من توقف الطائرة كان بغرض التزود بالوقود وكانت في مهمة روتينية في مراقبة الحدود المشتركة بين البلدين. وتسبب هذا الحادث في زيادة الجدل وحرب التصريحات في الساحة الليبية، بين المؤيدين للحكومة والقوى المعارضة لها لاسيما التيارات الإسلامية، خصوصا أن كلا الطرفين يتهم الآخر بالاستقواء بالخارج، وتلقي مساعدات من دول الجوار، من دون تقديم أدلة واضحة على هذه الاتهمات، وهو ما رأت فيه صحيفة الغارديان البريطانية زج بالبلدان المجاورة في الصراع الداخلي بين الميليشيات المتناحرة، مما يزيد من التداعيات السلبية للأزمة الليبية. واعتبرت الصحيفة أن دول الجوار ومن بينها الجزائر وتونس تتابع الوضع الداخلي الليبي عن كثب، خاصة حرب التصريحات والاتهمات المتبادلة بتدخل دول أجنبية الى جانب هذا طرف أو ذاك، لذا فهي تزيد من إجراءاتها الأمنية ومراقبة المناطق الحدودية إثر تصاعد الأزمة الداخلية، لأن مختلف الأطراف تحاول استعمال تهمة التدخل الأجنبي من دول الجوار في الهجوم على مناوئيها في الصراع الداخلي دون أن تثبت ذلك عمليا، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على سلوكات الجماعات تجاه البلدان المجاورة، من خلال تنفيذ أعمال عدائية لو تمكنت من ذلك.