الجيش الليبي يمنح فرصة أخيرة لمقاتلي بنغازي لإلقاء السلاح ألمح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى إمكانية قيام بلاده والأسرة الدولية بعمل عسكري في ليبيا، مذكرا أن عملا مشابها كلل من قبل بالنجاح في مالي، مشددا في الوقت ذاته على خطورة الأوضاع في ليبيا. وقال في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرت أمس، إن على فرنسا أن تتحرك في ليبيا، وأن تعمل على تعبئة الأسرة الدولية حول مصير هذا البلد، موضحا أنه بحث هذا الأمر مع نظرائه الأوروبيين خلال اجتماع غير رسمي في مدينة ميلانو الإيطالية. وأضاف أنه ينبغي أيضا التوجه إلى منظمة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن اجتماع الجمعية العامة نهاية الشهر الجاري سيكون فرصة يجب اغتنامها لتناول الوضع في ليبيا. وذكّر لودريان خلال المقابلة بالتدخل الفرنسي في مالي في جانفي 2013، وقال "قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي"، مشيرا إلى أن تدهور الوضع الأمني في ليبيا قد يكون سببا للوصول إلى هذا الهدف. ورجح وزير الدفاع الفرنسي أن يتوسع الانتشار العسكري الفرنسي باتجاه الحدود الليبية، مضيفا أن "كل هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع الجزائريين". ويذكر هنا أنت الجزائر أكدت مرارا أن جيشها لن يشارك في أي عمليات قتالية خارج الحدود، وأوضحت أن حل الأزمة الليبية لن يكون إلا بالحوار وليس بالتدخل الأجنبي. واعتبر المسؤول الفرنسي أن جنوب ليبيا أصبح يشكل بؤرة "للمجموعات الإرهابية"، حيث يتزودون بالأسلحة ويقومون بإعادة التنظيم، أما في شمالها "فالمتطرفون يهددون المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد". وقال إن ليبيا هي "بوابة أوروبا والصحراء"، وهي أيضا منطقة كل أنواع التهريب بدءا بتهريب البشر الذين يتم نقلهم في البحر المتوسط. وفي الأثناء، تجرى مساعٍ وتحرك دولي موسع على قدم وساق من المجتمع الدولي، يترأسه مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا الجديد برناردينو ليون، الذي وصل إلى مدينة طبرق في زيارة التقى خلالها برئيس مجلس النواب الليبي صالح عقيلة، وعقب اللقاء أرسل ليون رسالة خلال مؤتمر صحفي عقده للمجتمع الدولي أن ليبيا دولة وشعبا يكرهون العنف، وينبذونه بشكل تام، وعلى استعداد تام للوصول لحلول سياسية. وأكد مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أنه يجب أن يبنى مستقبل ليبيا على الشرعية والديمقراطية واحترام القانون الدولي، وأيضا اتباع الوسائل الديمقراطية ونبذ استعمال القوة. وقال ليون إنه استمع لرئيس البرلمان ونائبيه، وهم على استعداد للقيام بكل ما من شأنه أن يخدم البلاد، مضيفا أنه استمع أيضا لأطراف أخرى في ليبيا ووجد رؤى مشابهة من هذه الأطراف. وأوضح أنه يرسل من هنا رسالة للمجتمع الدولي أن ليبيا دولة وشعبا يكرهون العنف، وينبذونه بشكل تام، وعلى استعداد تام للوصول لحلول سياسية. وأشار ليون أنه يحدوه الأمل من طبرق بمقابلة شخصيات وقيادات لديها رغبة في التغلب على كل الصعاب، التي تحدث في ليبيا. وأضاف أنه سيلتقي أعيان قبيلة ورشفانة، وأكد أنه ماتزال هناك مواجهات دامية في تلك المنطقة، ويجب أن يكون وقف إطلاق النار كاملا وشاملا إن أردنا الدخول في اتصالات وحلول سياسية، وأردف ليون أن نبذ العنف واستعمال السلاح والتفاوض هي الأسس، التي يمكن بها قيام الدولة. وبدوره، أكد رئيس مجلس النواب ألا تهميش لأبناء الشعب الليبي سياسيًا أو اجتماعيًا، ولا شرط للحوار سوى إلقاء السلاح ونبذ العنف والتطرف بكافة أنواعه. كما أوضح قويدر أن مكونات الشعب الليبي القبلية من مشايخ وعمد وأعيان سيكون لها دور في الحوار والمساهمة في حل العديد من القضايا العالقة على امتداد البلاد، كما تطرق إلى اللجنة البرلمانية، التي تم تكليفها من مجلس النواب للتواصل مع جميع الأطراف في ليبيا. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عبر تغريدة على "تويتر" الأمم المتّحدة والمجتمع الدولي، إلى تحرك للعمل من أجل استقرار ليبيا ومنع توسع الإرهاب. من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد حجازي أن مرحلة اقتحام مدينة بنغازي اقتربت، داعياً المسلحين في المدينة وللمرة الأخيرة إلى مراجعة مواقفهم وتسليم أسلحتهم والانخراط في بناء الدولة. وشدد حجازي على أن الهدف من عملية الكرامة كان تحرير ليبيا من الإرهاب، الذي اتخذ من الدين ستاراً له، لافتاً إلى أن العملية تأتي قبل أن تتحول بنغازي إلى إمارة يحمها الظلاميون والخارجون عن القانون. وأضاف أن عناصر الإرهاب من التكفيرين والمجرمين تجمعوا في المدينة بعد أن قدموا لها ومن كل أنحاء العالم براً وبحراً وجواً.