ديفيد كاميرون: محاربة تنظيم "داعش" ستستغرق عدة سنوات وجّه 126 عالما إسلاميا بيانا إلى زعيم تنظيم "داعش" الملقب بأبي بكر البغدادي، عبروا فيه عن رفضهم لما يقوم به التنظيم في سورياوالعراق بحق المدنيين والأبرياء، كما أشاروا خلاله إلى "عدم جواز إعلان الخلافة من دون إجماع الأمة الإسلامية". وقال الداعية الأردني علي الحلبي، أحد العلماء الموقعين على البيان، "إنه بيان علمي ومنهجي وفكري وليس سياسياً، وقد تم تدوينه قبل بدء الغارات الجوية على تنظيم الدولة وتحديدا في أوت الماضي، إلا أنه ولكثرة العلماء الموقعين عليه قد تأخر في إصداره أمس الأول". وأضاف الحلبي، وهو أبرز قادة "التيار السلفي" في الأردن، أن البيان تضمن أقل الحقوق الواجب وجودها بين المسلمين حتى نحو المنحرفين منهم، "وكتب البيان من باب الدين النصيحة لعل الله يهدي التنظيم أو نفرا من أعضائه، لأنهم ليسوا على صواب". ولفت إلى أن البيان "تضمن عدم جواز إعلان الخلافة من دون إجماع الأمة الإسلامية". وخلص العلماء في ملخص أوجزوه لبيانهم إلى جملة من الفتاوى، من بينها لا يجوز في الإسلام قتل النفس البريئة، ولا يجوز قتل السفراء وبالتالي لا يجوز قتل الصحفيين، ولا يجوز التكفير إلا لمن صرح بالكفر، ولا يجوز الإساءة للنصارى بأي طريقة، ولا يجوز الرق في الإسلام بعد انتهائه. كما تضمنت الفتاوى أنه لا يجوز في الإسلام الإكراه على الدين، ولا يجوز سلب حقوق النساء والأطفال، ولا يجوز إقامة الحدود من دون إجراءات تضمن العدالة والرحمة، ولا يجوز المُثلة "التمثيل بالجثث" والتعذيب، ولا يجوز نسبة الأفعال الفاحشة إلى الله تعالى، ولا يجوز تدمير قبور الأنبياء والصحابة ومقاماتهم. وبحسب البيان، فقد فنّد العلماء في بيانهم للبغدادي والمنتمين إلى التنظيم، فكر التنظيم مستندين في ذلك إلى الفقه الإسلامي والرأي العلمي. وأعرب المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" نهاد عوض الذي عرض هذه الرسالة في واشنطن عن أمله في أن يقرأ "المجندون المحتملون للتنظيم" هذه الرسالة لفضح دعاوى التنظيم والقائمين عليه. ووقع على البيان علماء مسلمون من السعودية والأردن وفلسطين ومصر وتونس والعراق والسودان واليمن وتركيا وبريطانياوفرنسا والولايات المتحدة والسويد والبوسنة وإيطاليا وبلجيكا وبلغاريا والأرجنتين وكندا والهند والصين وماليزيا وإندونيسيا ونيجيريا. ومن أبرز العلماء الموقعين على البيان السلطان أبو بكر محمد سعيد من نيجيريا، وأحمد الكبيسي من العراق، وعبد الله فدعق من السعودية، إسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر في مصر، ورئيس حزب الأمة السوداني الصادق المهدي، ومفتي إسطنبول السابق مصطفى شاغريجي، ومسؤول الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا بكاي مرزوق، والأمين العام لمجمع الأئمة في أوروبا بالسويد موسى حسان، ونهاد عوض من أمريكا. من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن محاربة تنظيم "داعش" ستستغرق سنوات، وعبر عن استعداده لتوفير دعم للعراقيين ومساعدة الجيش السوري الحر على مواجهة تنظيم "داعش". وأكد كاميرون في جلسة طارئة لمجلس العموم أمس، للتصويت على انضمام المملكة المتحدة إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، أن هذه العملية "لن تنتهي في أشهر بل ستستمر سنوات، أعتقد أنه علينا أن نستعد لهذا الالتزام". واعتبر أن الضربات الجوية وحدها لن تقضي على التنظيم، "ولذلك ستعمل بريطانيا على مساعدة العراقيين على محاربة التنظيم برياً". وتعهد كاميرون بالاستمرار في دعم الجيش السوري الحر بما هو أكبر من المشورة والتدريب والأسلحة غير الفتاكة، وأكد التزام بلاده بالتعاون مع الدول التي نشأ فيها تنظيم "داعش". وطالب النواب بالمصادقة على توجيه ضربات جوية ضد "داعش" لارتكابه جرائم "صاعقة"، ولأنه يشكل تهديدا مباشرا لبريطانيا، وأضاف "هذا ليس تهديدا في منطقة بعيدة، سنكون عرضة لتهديد إرهابي في عرض البحر المتوسط وعلى حدود بلدان أعضاء في حلف شمال الأطلسي من قبل أفراد أبدوا نيتهم في مهاجمة بريطانيا وشعبها".