تسري شائعات كما في كل سنة في اوسلو مع اقتراب موعد اعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة فيورد المراقبون اسماء عديدة بدون ان يبرز من بينهم مرشح أوفر حظاً من سواه وسط توقعات بأن لا تجد الجائزة من يفوز فيها هذا العام. وفي تاريخها العتيد، حُجبتْ جائزة نوبل للسلام في 19 مناسبة، ومنها سنوات الحربين العالميّتين. ومن الشابة الباكستانية ملالا الناشطة في مجال حقوق التعليم للمرأة التي سبق ان رشحت السنة الماضية الى المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الاميركي ادوارد سنودن مرورا بمجموعة من دعاة سلام يابانيين ومعارضين روس او حتى بابا الفاتيكان فرنسيس، فان لائحة المرشحين طويلة. واعتبر انطوان جاكوب الصحافي الفرنسي مؤلف «تاريخ جائزة نوبل» ان «السياسة الروسية في اوكرانيا مع ضم القرم وتغيير الحدود لكن ايضا معاملة معارضي الكرملين لا يمكن الا ان تؤثر بلجنة نوبل». وبالنسبة لرئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياغلاند، قال جاكوب لوكالة «فرانس برس» ان «معاقبة موسكو ستكون ايضا وسيلة للتأكيد انه يتصرف بشكل مستقل رغم انه ايضا الامين العام لمجلس اوروبا الذي يضم روسيا». والتوقعات بهوية الفائز امر اكثر تعقيدا لأنّه على لجنة نوبل هذه السنة ان تنظر بعدد قياسي من طلبات الترشيح بلغ 278 تبقى هويات اصحابها سرية طوال 50 عاما على الاقل. وبين الاسماء المحتملة لنيل جائزة نوبل صحيفة «نوفايا غازيتا» التي اسسها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف بواسطة المال الذي حصل عليه من الفوز بجائزة نوبل العام 1990، وهي وسيلة اعلام مستقلة بشكل نادر في روسيا وقد تم اغتيال عدد من صحافييها. وبين المرشحين الذين طرح نواب نرويجيون اسماءهم ادوارد سنودن الذي كشف حجم برنامج المراقبة الالكترونية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة، والذي يعتبر بطلا بالنسبة للبعض وخائنا للبعض الاخر. ويراهن مدير معهد ابحاث السلام في اوسلو كريستيان برغ هاربفيكن مراقب جوائز نوبل الذي تخيب توقعاته دائما على فوز مجموعة «يابانيون يحافظون على المادة التاسعة» التي تنشط للحفاظ على الدستور السلمي لليابان بعدما سمح رئيس الوزراء القومي شينزو آبي هذه السنة بمشاركة قوات الدفاع الذاتي للبلاد بعمليات عسكرية في الخارج. ملالا مرشّحة وتعتبر الباكستانية ملالا يوسفزاي عدوة حركة طالبان من الاسماء التي رجحتها نوبليانا - ثلاثة مؤرخين نرويجيين متخصصين بجائزة نوبل- بسبب نضالها من اجل تعليم الفتيات في العالم. لكن صغر سنها ايضا قد لا يصب في صالحها هذه السنة ايضا لأن جائزة نوبل قد تشكل عبئا ثقيلا على هذه الفتاة البالغة من العمر 17 عاما. وبين المرشحين الاخرين هناك الاسماء المعتادة مثل الطبيب دنيس موكويغي الذي يعالج النساء المغتصبات في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية والناشط البيلاروسي في مجال حقوق الانسان اليس بلياتسكي الذي خرج من السجن في يونيو الماضي. ويعتبر بابا الفاتيكان فرانسيس ايضا من الاسماء الاوفر حظا. وعلى موقع المراهنات الالكتروني «بادي باور» كانت نسب المراهنات على اسمه مرتفعة جداً خلال الساعات الماضية. وفي هذه الأجواء غير الواضحة، رأت صحيفة «سليت» الإلكترونية الأميركية أنه لا أحد يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام بسبب الأحداث الدموية التي تجري في أكثر من مكان.