يخوض الكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبة تجربة جديدة في "فن الزجل" تجمعه بالزجال المغربي عادل لطفي، وذلك في إصدار مشترك يحمل عنوانا منحوتا هو "الثلجنار"، وهم جمع بين نصوص بوكبة "تلوين الثلج" وزميله لطفي "كْتَابْ النّارْ". وينتظر عرض الكتاب الصادر عن منشورات "بيت الشعر المغربي" في معرض الجزائر الدولي القادم. ويعلق بوكبة على هذا العمل المشترك فيقول "بدأت التجربة الزجلية المشتركة بيني وبين الزجال المغربي عادل لطفي مباشرة بعد زيارتي للمغرب مطلع 2013 للمشاركة في نخبة من الملتقيات الأدبية، وتعمّدت الاحتكاك بالزجالين دون شعراء الفصحى، لأنني كنت مطلعا على ما يكتب من زجل هناك، وقد لفت انتباهي انخراطه في الجماليات الجديدة للشعر، حتى أن بعض التجارب الزجلية المغربية اقتحمت أقاليم جمالية جديدة تماما"، مضيفا "بعد نقاش معمق مع الصديق عادل لطفي في تلك الرحلة وجدنا نفسينا منجذبين عفويا إلى نص مشترك، ثم حفاظا على خصوصيتينا قررنا أن يكتب كل واحد منا عن تيمة ما، فكان أن اخترت أنا تيمة الثلج بينما اختار هو تيمة النار، وانطلقنا في الإحاطة بالتيمتين من زوايا مختلفة، فكان الثلجنار". ويعتقد المتحدث أن "الشعر يبيح لنا أن نصهر المتناقضات فيما بينها فلا تبدو متناقضات، بل إنها قد تنتج قمة الانسجام، ما يبدو تناقضا هو في النهاية وليد أحكام مسبقة وأخلاقية يعفينا الشعر من الاحتكام إليها". وتولى "بيت الشعر المغربي"، حسب الشاعر الجزائري، نشر التجربة، في انتظار أن تصدر الطبعة الجزائرية تأكيدا على أن هناك أواصر بين المشهدين المغربي والجزائري لا تخضع لإكراهات السياسة"، موضحا "علينا كمثقفين أن ننأى بها عن ذلك، لأننا محكومون بتاريخ ومصير مشتركين".