ما عدا الكلام المعسول والوعود الكاذبة التي برعوا فيها بامتياز لم يستطع المسؤولون عندنا تحقيق ما يصون كرامة الجزائريين وعزتهم المغتصبة. بهذه الكلمات بدأ موسى تواتي تجمعه بولاية سعيدة نهار أمس، حيث وجه سيلا من الانتقادات على من أطلق عليهم اسم صناع البؤس والفقر واحتقار المواطن، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال إن الشيء الوحيد الذي تغيّر بعد رحيل المستعمر الفرنسي بفضل تضحيات الشهداء هو أن علما أخضر حل محل العلم الفرنسي الأزرق، لكن ممارسات العنف والحفرة والاستعباد بقيت هي ذاتها. لكن المؤلم وهو الأمرّ أن من أصبحوا يقترفونها يقولون عن أنفسهم إنهم مجاهدون ورفاق درب الثوار من الشهداء. وقد هاجم مرشح الأفانا بشدة مسار الإصلاحات الاقتصادية الحالية التي وصفها بمشروع استعماري كولونيالي يستهدف ثروات الأجيال القادمة، متسائلا عن النية من وراء رهن ثروات البلاد بإعادة فتح الأبواب على مصراعيها لأحفاد الاستعمار الذين يقومون باستكمال مشروع النهب الذي بدأه أجدادهم. كما أكد أن الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي تراعى فيه حقوق الأجنبي بشكل يفوق عشرات المرات ما هو ممنوح لابن الوطن، التي يفضل مسؤولوها الأجانب الذين ينهبون خيرات البلد. موسى تواتي أردف قائلا: يهربون الأموال إلى البنوك الأجنبية وبعد أن تنتهي عهدتهم في المسؤولية يغادرون البلاد للتمتع بما حولوه أثناء أدائهم الخدمة، ليبقى الشعب صاحب الحق ومالك الثروة الشرعي يتخبط في الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لإرغام هؤلاء على الانسحاب رفقا بالبلد وشعبه، داعيا إلى إعادة الحق إلى أصحابه تفاديا للانزلاق والانتقام بعدما لاحت في الأفق كافة مؤشرات الانهيار العام الذي بات وشيكا أمام إصرار من يدعون كذبا حب الجزائ.