يشارك "مركز دراسات الوحدة العربية"، في الطبعة ال19 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته إلى غاية ال8 نوفمبر الجاري، وذلك بسلسلة من الإصدارات في مختلف مجالات الفكر والعلوم، بالإضافة إلى المجلة الدورية"المستقبل العربي" التي تهتم بشؤون المنطقة العربية، ولعل أهم إصدار وضع ضمن جناح المركز هو"الحركات الإسلامية في الوطن العربي" بجزأيه والذي يعد عملا موسوعيا يمثل مرجعا علميا يغطي النقص في دراسة الحركات الإسلامية، عبر دراسة الحركات والتنظيمات والأحزاب الإسلامية في الوطن العربي، متتبعّاً بذلك تاريخ وظروف نشأتها، وواقع مؤسّسيها، وهيكلتها التنظيمية والتطورات التي طرأت عليها، ومؤسساتها الاجتماعية والثقافية والتربوية، وخطابها الفكري والسياسي والتعبوي، وعلاقتها بالبيئة والمحيط والقوى السياسية المختلفة، راصداً التحولات والتطورات التي طرأت على بنية المجتمعات العربية، وخاصة ما يتعلق بالموقف من قضايا المواطنة والعلاقة مع الآخر، والتعددية والمشاركة الديمقراطية، والموقف من الأنظمة الحاكمة والعلاقة معها، ما يجعل هذا المشروع البحثي في خلفيته العلمية ينتمي إلى المساق السوسيوتاريخي المعرفي الذي يتأسس على خلفية شاملة في فهم تشكّل وتطور المسارات الاجتماعية والسياسية والفكرية الخاص بهذه الحركات والتنظيمات، وهوما اقتضى الاعتماد على إستراتيجية بحثية تلتزم الانفتاح على مقاربات منهجية وتحليلية مركّبة في إطار العلوم الاجتماعية كوحدة متكاملة. وتتضمن هذه "الموسوعة الوسيطة" ثمانية وستين بحثاً، تندرج في ثمانية فصول متكاملة، تبدو في هيكلتها متحررة من "التحقيب التعاقبي" للحركات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية، لكنها في المضمون تراعي المقاربتين التزامنية والتعاقبية معاً، وتعتمد منهجية تخصيص أقسام متكاملة لدراسة التنظيمات والحركات التي نجحت في بناء فروع وامتدادات تنظيمية لها خارج حدود "المركز" كالإخوان المسلمين، وحزب التحرير الإسلامي، وجماعة التبليغ والدعوة، والتيارات السلفية، وتنظيم القاعدة. من جهة أخرى، شد انتباه الزوار ضمن جناح"مركز دراسات الوحدة العربية" كتاب "الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي"مصر، المغرب ولبنانوالبحرينوالجزائر وسورية، الأردن". والذي ساهمت فيه نخبة من الكتاب والباحثين العرب، حيث يسعى إلى فهم وتحليل الأسباب التاريخية والظروف الموضوعية والذاتية، الداخلية والخارجية، التي أدت إلى اندلاع ثورات الربيع العربي، انطلاقاً من عرض وتحليل مسيرة الحركات الاحتجاجية في هذه البلدان على مدى عقود، واستكشاف خلفيات تلك الحركات، ودوافعها وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واستقطاباتها الطبقية أوالطائفية، وبناها التأطيرية والتنظيمية، وتعبيراتها وأدوات عملها، وتطورها الزمني، وتبايناتها بين بلد عربي وآخر، أوبين مرحلة وأخرى، أوبين أهداف وأخرى؛ محاولةً هذه الفصول وتقييم هذه الحركات، بنجاحاتها وإخفاقاتها، واستشراف آفاقها والتراكمات التي تركتها في مجتمعاتها، والتي ساهمت أويمكن أن تساهم في توفير شروط التغيير في هذه المجتمعات، حيث تقدم هذه الطبعة الجديدة من الكتاب، ثلاث دراسات إضافية، تغطي حالات الجزائر وسورية الأردن، إلى جانب الحالات الأربع التي يغطيها الكتاب أساساً (مصر، المغرب، لبنان، البحرين)، كمحاولة لتوسيع رقعة المساحة المستهدف فهمها وتحليلها، ولإضافة جديد إلى القارئ عن نماذج أخرى لبلدان عاشت ظروف شبيهة أدت إلى خلق واقع احتجاجي ضد أنظمة الحكم في بلدانها، سعياً إلى إحداث تغيير وتحسين في واقعها السياسي والاجتماعي. كما تضمن جناح "مركز دراسات الوحدة العربية" في معرض الكتاب الذي ينظم هذا العام تحت شعار"نحن والكتاب"عناوين أخرى تلقى إقبالا من بينها "السلفيون والربيع العربي"، "السينما العربية تاريخها، مستقبلها ودورها النهضوي" وعناوين أخرى في مجالات الاقتصاد والإعلام والاتصال والتاريخ والعلوم والتكنلوجيا وغيرها وتتراوح أسعار هذه الكتب، ما بين 900 دينار و4000 دينار وهوما ازعج كثيرا الباحثين والطلبة الذين يقبلون عليها في كل طبعة وينتظرونها بشغف. "البلاد" كان لها إن التقت مسؤول الجناح الذي أكد إقبال الجزائريين الكبير على إصداراتها التي تلقى رواجا كبيرا، لكن القرصنة أثرت قليلا على المبيعات مؤخرا، حيث صار القراصنة يحملون كل جديد على الانترنت.