رر مجلس النواب الليبي قبل قليل عزل مفتي البلاد، الصادق الغرياني، من منصبه، كما قرر إلغاء دار الإفتاء وإحالة اختصاصاتها واختصاصات المفتي لهيئة الأوقاف في الحكومة المؤقتة. واتخذ القرار في جلسة نقلت عبر شاشات فضائيات محلية ب68 صوتا من أصل 76 عضوا حضروا جلسة. وترأس الصادق الغرياني دار الإفتاء الليبية بقرار من المجلس الوطني الانتقالي إبان ثورة فيفري عام 2011. وكان الصادق الغرياني قد أثارت مواقفه جدلا واسعا في الأوساط الليبية طوال الأعوام الأربعة الماضية، بسبب تحيزه لأطراف إسلامية متشددة في ليبيا. واتهم الغرياني بدعم المجموعات السلفية المتشددة أعوام 2011 وبداية 2012 وإسنادها بفتاوى تجيز نبش القبور والأضرحة التي أثارت استياء شعبيا واسعا، قبل أن يتحول إلى موالاة تيار الإخوان المسلمين والتقرب إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة المقربة من تنظيم القاعدة. ويعتبر الليبيون أن الغرياني كان وراء الضغوط التي مورست على المؤتمر الوطني العام من أجل إقرار قانون العزل السياسي المثير للجدل وحصار المقرات الوزارية عام 2013. وكان آخر فتاواه المثيرة للجدل حديثا في الجمعة قبل الماضية أمام مؤيديه بأن الحرب في ليبيا هي حرب بين الإسلام والكفر، وحرض أتباعه على دعم قوات فجر ليبيا، معتبرا "البرلمان والجيش الليبي من البغاة الواجب قتالهم". وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التابعة لوزارة العدل الليبية، قد أصدرت بيانا في 22 أكتوبر الماضي أعلنت فيه أن "الصادق الغرياني هو مجرم حرب"، معتبرة أن حديثه وفتاواه يحرض على العنف والقتل. ونصب الغرياني مفتيا للبلاد إبان اندلاع ثورة فبراير عام 2011، فيما عين رئيسا لدار الإفتاء إثر تكونها عام 2012، وأثار قانون دار الإفتاء وقتها جدلا واسعا بين علماء ليبيا، إذ أعطيت صلاحيات واسعة للمفتي بموجب القانون، منها ضرورة مراجعة القوانين الصادرة عن الحكومة، وعدم التظلم أمام القضاء ضد المفتي، وعدم جواز مناقشة فتاواه في وسائل الإعلام، مما اعتبر تعديا على حرية الرأي. والصادق الغرياني من مواليد 1942، عالم دين وأستاذ جامعي بجامعة طرابلس، حصل على دكتوراه الدراسات الإسلامية من جامعة اكستر البريطانية عام 1984. واشتهر الغرياني بعد انضمامه إلى مشروع "ليبيا الغد" الذي أطلقه نجل القذافي سيف الإسلام عام 2001، وإثرها اعتبر الغرياني الشخصية الدينية للمشروع برفقة علي الصلابي، زعيم الإخوان المسلمين بليبيا، قبل أن يعلن لاحقا الثورة على العقيد القذافي.