تفتقر قرى ومداشر بلدية تقلعيت الواقعة أقصى جنوب ولاية برج بوعريريج، إلى العديد من المشاريع التنموية مما جعلها تعيش عزلة كبيرة جراء الركود والجمود في إنجاز مختلف المشاريع، خاصة أنها منطقة حدودية مع ولاية المسيلة وتبعد 50 كلم عن عاصمة الولاية، هذا ما جعل سكانها يعانون من غياب العديد من متطلبات الحياة الكريمة، الأمر الذي جعلهم يتذمرون ويستاؤون في ظل تقاعس بعض الجهات الوصية في التدخل لبرمجة مشاريع تنموية بالمنطقة من شأنها أن ترفع القليل من الغبن عنهم. غياب المشاريع التنموية يعيش سكان بلدية تقلعيت حياة صعبة إذ يشكو قاطنوها نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم، كما أنهم يعانون ظروفا صعبة حولت يومياتهم إلى جحيم لا يطاق. وما زاد من معاناتهم الفقر والبطالة والتهميش، حيث تشكو البلدية من المشاكل التي أثرت سلبا على السير الطبيعي للحياة الاجتماعية للسكان الذين يفتقرون إلى فرص التنمية لاسيما أن يومياتهم صعبة أكثر منها عادية وتخلو من مظاهر التحضر، كما تنعدم بالبلدية المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل. فالسكان قد أنهكتهم المصاريف الكثيرة وطلبات عائلاتهم التي لا يقوون على تلبيتها. فالأيام بالقرية صعبة خاصة في أوقات البرد القارس والحرارة الشديدة، ويطالب السكان بالتفاتة من قبل السلطات لإخراجهم من دائرة التهميش. المستشفى مطلب ملح يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية للنساء الحوامل، ومطلب بناء مستشفى للولادة مطلب ملح من طرفهم، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدونه من معاناة التنقل إلى العيادات المتواجدة بالبلديات المجاورة كبرج الغدير ورأس الواد أو نحو مصالح الاستعجالات الطبية بعاصمة الولاية، وأحيانا الى ولاية المسيلة. قال بعض سكان البلدية إن انعدام مستشفى للولادة بالبلدية أضحى ينعكس سلبا على حياة نسائهم وحياة أبنائهم على حد سواء، بسبب ما قد يتعرضون له من مخاطر، وطالبوا المسؤولين عن قطاع الصحة بولاية برج بوعريريج بضرورة بناء مستشفى بالبلدية لتفادي وقوع كوارث صحية لنسائهم وأولادهم، وعدم استجابة السلطات لهذا المطلب أثار حفيظتهم واستياءهم من الوضع المزري الذي يعيشونه رغم عديد الشكاوى المرفوعة إلى مصالح البلدية. طرقات مهترئة وشلل تام في فصل الشتاء فيما يخص الطرقات فقد طالب السكان السلطات المحلية المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالهم المتمثل في تهيئة طرقات البلدية بتعبيدها والتي توجد في وضعية كارثية منذ سنوات، معبرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاءحيثن تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات لانعدام قنوات الصرف، بالإضافة إلى الغبار المنبعث في فصل الصيف. وأكد هؤلاء أن الوضع ظل على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى التي رفعوها إلى المصالح المعنية، كما طالبوا السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرقات وقالوا إنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من منازلهم بسبب الوضعية الكارثية للطرق وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج من القرية خاصة أثناء تساقط الأمطار التي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه والأوحال. يطالبون بالبناء الريفي والإنارة العمومية طالب سكان القرية السلطات المحلية بضرورة التدخل لانتشالهم من المشاكل التي يتخبطون فيها والتي أثرت سلبا على حياتهم بالمنطقة. ومن بين هذه المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سكان القرية، مشكل السكن الذي يشتكي منه الكثيرون من أهل القرية، قالوا إن قائمة طالبي الدعم للبناء الريفي تزداد في كل سنة مع زيادة نسبة السكان بالقرية، ولكن البلدية لا تلبي كل هذه المطالب، وطالب العديد منهم بإضافة حصص أخرى لسكان القرية قصد استفادة عدد أكبر من السكان المحرومين من البناء الريفي. كما يشتكي سكان من انعدام الإنارة العمومية في الشوارع، الأمر الذي جعلهم يعيشون عزلة في معظم المناطق والشوارع جراء انعدام الأعمدة الكهربائية، وطالبوا السلطات البلدية بضرورة تسجيل مشاريع لتوفير الإنارة العمومية بالشوارع قصد تفادي المشاكل الناجمة عن الظلام الدامس في معظم مناطق البلدية. انعدام النقل والمطالبة بفتح خطوط جديدة من بين المشاكل والعوائق التي تؤرق سكان بلدية تقلعيت وتلاميذها مشكل غياب وسائل النقل، حيث تنعدم بالبلدية حافلات نقل المسافرين باستثناء سيارات الأجرة التي لا تفي بالغرض المطلوب، مما عطل مختلف أعمال المواطنين خاصة المستعجلة منها، ووصول تلاميذ المدارس متأخرين إلى مقاعد الدراسة، وتأخر العمال عن العمل، مما يضطر العديد منهم إلى الاستعانة بسيارات كلونديستان. وبسبب نقص وسائل النقل وانعدامها في بعض الأحيان يضطر البعض إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام. كما عبر سكان البلدية عن تذمرهم مما يحدث خاصة مع كبار السن والنساء. يطالب هؤلاء السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل لولاية برج بوعريريج بتوفير خطوط نقل لفك العزلة عن بلديتهم، حيث تكون التغطية على مدار اليوم لتسهيل تنقلاتهم وقضاء حاجياتهم اليومية، ولهذا يلتمس العشرات من الجهات المعنية ضرورة التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي طال. انعدام المرافق الرياضية والثقافية وشبح البطالة يؤرق الشباب تعاني فئة الشباب ببلدية تقلعيت هي الأخرى في صمت في ظل غياب فرص العمل، مما جعلهم يدخلون في عالم البطالة، لكون بلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، ماعدا ممارسة البعض منهم مهنا حرة أو العمل في ورشات البناء وما إلى ذلك، أما البعض الآخر فيمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي، ما أدخلهم في مصير مجهول، خاصة الجامعيين الذين وجدوا أنفسهم بعد الانتهاء من الدراسة في بطالة لانعدام فرص العمل حتى في ميادين أخرى غير تخصصاتهم. ومن جهة أخرى يطالب شباب المنطقة السلطات الوصية بإنجاز مشاريع رياضية وثقافية على غرار ملاعب ماتيكو. فالبلدية تعاني نقصا في عدد المؤطرين والتجهيزات اللازمة على مستوى المرافق والهياكل الشبابية، والتي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث يلجأ الكثير منهم إلى الحقول والمزارع غير المحروثة لممارسة كرة القدم، في حين يلجأ البعض الآخر إلى المقاهي للعب الدومينو. السكن في تقلعيت والسوق في برهوم مطلب آخر أكثر من ملح وهو فتح سوق بالبلدية لتمكين السكان من التسوق بالمكان الذي يقطنون فيه. فبالرغم من أن بلدية تقلعيت يقطنها عدد معتبر من السكان وتعتبر همزة وصل بين ولايتين وتعرف حركة مرورية معتبرة إلا أنها لا تتوفر على سوق، مما جعل السكان يضطرون للتنقل الى بلدية برهوم التابعة لولاية المسيلة لقضاء حاجياتهم اليومية. وفي حديث لأحد السكان قال إنهم يقطنون ببلدية تقلعيت ويتسوقون من بلدية برهوم لعدم توفر متطلباتهم اليومية بمقر سكناهم. تشكيل لجان للتحقيق في تجاوزات المستفيدين من السكنات الاجتماعية كشفت مصادر مطلعة من ولاية برج بوعريريج أن مصالح الولاية شكلت لجانا مختصة في التحقيق في تجاوزات بعض المستفيدين من حصص السكن الاجتماعي، وهذا بعد التزايد المستمر في الشكاوى من طرف بعض المواطنين مفادها أن بعض المستفيدين من السكن الاجتماعي قاموا بتأجير منازلهم، وهذا ما يؤكد عدم حاجتهم لهذه السكنات التي استفادوا منها، في وقت لا يزال فيه العديد من المواطنين دون سكنات وهم بحاجة ماسة اليها بالنظر الى الظروف المعيشية التي تمر بها عائلاتهم. وفي هذا السياق أكدت مصادر من الدائرة أن هناك بعض المستفيدين ارتكبوا مخالفات وتجاوزات لا يسمح بها القانون، حيث قاموا بتأجير السكنات الاجتماعية التي استفادوا منها لأشخاص من المرجح أن يكونوا بحاجة ماسة الى هذه السكنات. للإشارة فإن عملية التحقيق متواصلة ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المخالفين، حسب ما كشف عنه والي الولاية عز الدين مشري في تصريح سابق.