اسماعيل دبش ل"البلاد": "المغرب فشل سياسيا ولا بديل له عن المفاوضات مع البوليساريو" أكد المحلل السياسي اسماعيل دبش، أن المغرب أصبح اليوم يعيش خناقا سياسيا داخليا، بسبب الأزمات والمشاكل التي يعانيها الشعب ووجود معارضة قوية للملك، وحصارا دوليا بسبب تمرده على الشرعية الدولية فيما يتعلق بملف تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، الأمر الذي يدفعه للبحث عن مبررات لتبييض صورته دوليا والخروج من أزماته، عن طريق توجيه الاتهامات للجزائر ومحاولة تحريف القضية الصحراوية عن طريق الترويج لمسألة حماية الوحدة الترابية المغربية. وأوضح دبش في اتصال ب "البلاد"، أن مساعي بعض الأحزاب المغربية على غرار الاستقلال، الاصالة والمعارضة، الاتحاد الدستوري، لإطلاق ما اسمته ب«المبادرة الوطنية الكبرى" للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، والتي تعتبر كرد فعل على التعاطف الدولي مع القضية الصحراوية وإقراره بضرورة تصفية الاستعمار المغربي، ما هي إلا خطوة اتخذها المخزن في محاولة لتخليص نفسه من الخناق الذي يعيش فيه، خصوصا في السنة الأخيرة، بعدما تجاوزت الأممالمتحدة الحديث عن "الاستفتاء"، وأصبحت تتحدث عن حق الشعب الصحراوي في الاستقلال عبر استفتاء تقرير المصير، بالنظر إلى آخر قرار للجمعية العامة، إلى جانب تغيير دول أوروبية لموقفها اتجاه الملف كفرنسا التي أصبحت علاقتها بالمغرب متوترة، وأمريكا التي أضحت تتكلم عن قضية تصفية استعمار في المنطقة، ما يعطي صورة أوضح عن أن البلد الجار "محاصر" داخليا وخارجيا، ولذلك يوظف أحزابا سياسية كالاستقلال لممارسة الهجوم المضاد، وإظهار عدم وجود معارضة للسلطة فيما يتعلق بقضية الصحراء، إلا أن تلك الأحزاب لا تمثل البعد الشعبي. وأضاف المحلل، أن الشعب المغربي يستنكر استخدام المخزن لقضايا إقليمية للتغطية على قضايا داخلية أهم في المغرب، والتهرب من الواقع المزمن كالبطالة والتهميش، إلى جانب معاناة الجنوب المغربي، التي ظهرت فور إحكام الجزائر لقبضتها على حدودها الغربية، لأن المنطقة كانت تعيش على أموال التهريب، مؤكدا أن المغرب يتجه نحو الفشل السياسي الداخلي والخارجي ولا بديل له عن الدخول في مفاوضات جادة مع البوليساريو، وإلا سيجد نفسه في مواجهة دولية حاشدة. وكانت الأحزاب المغربية المعنية بالمبادرة التي تحمل شعار "من أجل تفعيل الحكم الذاتي والدفاع عن الوحدة الترابية"، قد اتهمت أوساطا أممية ب«تحريف" النزاع في الصحراء الغربية، على خلفية الحديث عن توسيع مهام بعثة المينوروسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الأراضي المحتلة. كما اتهمت الجزائر بتزكية النزاع الذي وصفته ب«المفتعل"، والذي يهدف لضرب الوحدة الترابية للمغرب، عملا بخطاب الملك محمد السادس في ذكرى المسيرة الخضراء الذي حاول من خلاله إقحام الجزائر كطرف في النزاع، وتهدف المبادرة إلى تعبئة الجهات الإقليمية، الجهوية والدولية المرتبطة بهذا الملف طوال سنة 2015.