توسعت الاحتجاجات المناهضة لاستخراج الغاز الصخري من مهدها في عين صالح وكبرى مدن الجنوب كتمنراست وورڤلة وغرداية إلى مدن أقصى الجنوب الحدودية، على غرار دائرة برج باجي مختار، حيث تجمهر صباح أمس السبت أزيد من مائتي محتج في الساحة المقابلة لمقر البلدية تلبية لدعوة أطلقها نشطاء من المجتمع المدني ومطالبين بالتوقيف الفوري لأعمال الحفر التجريبية لاستخراج الغاز الصخري في دائرة عين صالح. ورفع المحتجون شعارات مثل "برج باجي مختار ضد استخراج الغاز الصخري"، "لا للغاز الصخري" وÇلا لاستنزاف الجنوب"، مبدين تضامنهم مع سكان عين صالح، مطالبين إياهم بالصمود وأن القضية تعني كل سكان الجنوب على اختلاف المدن والولايات التي ينتمون إليها. وحسب ما توفر من معلومات استقتها "البلاد" من مصادر محلية، فإن المظاهرة تحولت في جزء منها إلى المطالبة بحقوق مدنية كالعمل والسكن. كما ردد المتظاهرون هتافات تدعو الحكومة إلى تحويل دائرة برج باجي مختار إلى ولاية. وفي دائرة تميمون التابعة لولاية أدرار، نظم عشرات الشباب مسيرة احتجاجية تضامنا مع سكان عين صالح بولاية تمنراست، مطالبين بضرورة تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإيقاف عمليات التنقيب لاستخراج الغاز الصخري، رافعيين شعارات منها "صامدون صامدون"، "كلنا ضد الغاز الصخري"، وغيرها من الشعارات الرافضة للغازالصخري. وتناقل سكان تيميمون أخبارا مفادها أن مدينتهم الملقبة بالواحة الحمراء معنية أيضا بمشاريع استخراج الغاز الصخري فيها في المستقبل القريب، ما دفع بنشطاء إلى حشد السكان للتظاهر قبل بدء عمليات الحفر. ويتعامل سكان الجنوب وتيميمون خاصة بحساسية مع موضوع الآثار الجانبية لعمليات استخراج الغاز الصخري على الطبيعة، حيث يربط العديد منهم الموضوع بالتجارب النووية للاحتلال الفرنسي في رڤان، ويحدث هذا في وقت امتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى كورڤلة والأغواط وأدرار، لتصل إلى أقصى الحدود الجزائرية، في وقت وصف فيه المتتبعون للشأن الوطني هذه الاحتجاجات بأنها سابقة في تاريخ الجزائر، حيث لم يسبق أن توحد سكان الجنوب في احتجاجات موحدة. في حين تصر سونطراك على مواصلة الأشغال بدعم حكومي واستثمارات ب70 مليار دولار. جدير بالذكر أن قوات الأمن الوطني إجهضت وقفة احتجاجية لم شارك فيها زهاء عشرين شخصا، دعا إليها ناشطون مناهضون لاستخراج الغاز الصخري في الجزائر العاصمة، حيث ألقى الأمن بالقبض على المحتجين الذين ينتمي أغلبهم لحركة سياسية من المعارضة أمام ساحة البريد المركزي، قبل أن يخلي سبيلهم بعد ساعات.