حل أمس بدائرة عين صالح، المدير العام للأمن الوطني، عبد الغاني هامل، في زيارة التقى خلالها مواطنين من المنطقة قصد إيجاد حل لأزمة احتجاجات الغاز الصخري. وحسب ما علمته "البلاد" من مصادر مطلعة، فإن اللواء اجتمع بممثلي المحتجين وأعضاء من الحركة الجمعوية والمجتمع المدني في القاعة الشرفية لمطار عين صالح، في لقاء مغلق دام ساعتين، تبادل فيه الطرفان الحلول المقترحة للخروج من النفق المظلم الذي دخلته المدينة منذ 3 أسابيع بعد اندلاع مظاهرات شملت مدن أخرى في الجنوب الكبير احتجاجا على التجارب الأولية لعملية استخراج الغاز الصخري من باطن الأرض في منطقة اهنات بعين صالح، وعلى ذمة المصادر ذاتها، فإن اللواء هامل اقترح على المحتجين إيفاد 3 ممثلين عنهم للقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعاصمة، غير أنهم رفضوا المقترح، مؤكدين أنهم باقون على وتيرة الاحتجاجات إلى أن تحقق مطالبهم. وأضافت المصادر أن السكان تمسكوا بمطالبهم الأساسية التي يشكل توقيف كافة عمليات الحفر أساسا لها قبل أي حوار. فيما شدد اللواء المدير العام للأمن الوطني عبد الغاني هامل على ضرورة الحفاظ على الأمن العام والممتلكات، مؤكدا على انتهاج سياسة الحوار لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف. وأضافت المصادر أن الزيارة من الممكن أن تكون ردا من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على رسالة سلمت إليه منذ أربعة أيام، دعاه فيها المحتجون إلى التدخل العاجل لاحتواء الوضع الذي ينبئ بالانفجار. واعتبرت مصادرنا أن حلول شخصية بحجم الواء عبد الغاني هامل بمدينة عين صالح، التي تمكنت من تصدير التوتر إلى باقي مدن الجنوب، جاء لقطع الطريق أمام محاولات أيادي داخلية وخارجية الإستثمار في مطالب السكان المشروعة لتحويلها إلى ما يشيع الفتنة والانقسام بين ابناء الوطن الواحد، وفي الوقت الذي كان ممثلي المحتجين في لقاء مع المدير العام للأمن الوطني، التزم سكان عين صالح بحراكهم الاحتجاجي السلمي عبر الاعتصام امام مقر دائرة عين صالح. فيما سار محتجون أغلبهم من طلاب المدارس في مسيرة انطلقت من متقنة المدينة، رفعوا فيها شعارات مناهضة لاستخراج الغاز الصخري على حساب الثروة البيئية وصحة المواطنيين، على حد تعبيرهم من جهته، أوضح العميد الأول للشرطة ورئيس إدارة الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، جيلالي بودالية، في اتصال هاتفي مع "البلاد"، أن زيارة اللواء المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني عبد الغاني هامل، كانت مبرمجة في إطار زيارة تفقدية لوحدات الأمن المتواجدة على مستوى دائرة عين صالح. وبالمناسبة، كان له لقاء مع عدد من المواطنين القاطنيين بالمنطقة حول مسألة الغاز الصخري، استمع خلالها لكافة انشغالاتهم في إطار السياسة الجوارية لجهاز الأمن الوطني، واعدا إياهم بنقلها إلى الجهات الحكومية المختصة والقيادة السامية في البلاد.