اتهم الشاعر السوري علي أحمد سعيد "أدونيس" الدولة الإسلامية التي نشأت في عهد الخلفاء الراشدين، بأنها قامت على العنف والدماء وإقصاء الآخر، داعيا إلى تجديد تأويل الدين وإحداث قطيعة مع القراءة السائدة له، ودعا إلى إنشاء جبهة علمانية تعيد قراءة الموروث العربي. وجاء كلام أدونيس في ندوة بالقاهرة، وفجرت جدلا كبيرا، كونها تأتي في ظرف خاص يشهد تنامي جرائم التنظيم الإرهابي "داعش" الذي يسمي نفسه زورا "الدولة الإسلامية" لها "خليفة" يدعى "أبي بكر البغدادي، وعليه يمكن أن تلقى دعوة هذا الشاعر "تعاطفا" من خلال الاشتغال واللعب على "تجانس الألفاظ والتسميات" المتمثلة في "الدولة الإسلامية". وقال أدونيس في الندوة التي أقيمت نهاية الأسبوع بعنوان "تجديد الخطاب الديني" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب "لا يمكن التجديد والانتقال من مرحلة إلى مرحلة إلا بإحداث قطائع معرفية، ولا أعتقد أن هناك إمكانا لتجديد الدين، لأن هذا يعني أن نأتي بدين جديد، لكننا يمكن أن نغير تأويلنا للدين، وأي نص إذا مر في عقل صغير فإنه يصغر، وإذا مر في عقل كبير يكبر"، مضيفا أنه لا يجد بين مليار ونصف المليار نسمة مفكرا واحدا يمكن أن يضعه إلى جانب مفكري الغرب الكبار، وإنما هناك فقهاء ليست لديهم ابتكارات بل يقلدون القدماء، معتبرا أن هذه الظاهرة يجب أن تكون الشغل الشاغل لكل عربي مسلم. وهنا يبدو أن أدونيس نسي أو تناسى جهود العلماء المسلمين الكبار الذين تدرس أعمالهم ونظرياتهم في كبريات الجامعات العالمية على غرار المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي يتم تدريس نظرياته الاقتصادية في جامعات كوريا الشمالية والجنوبية وفرنسا والولايات المتحدة. كما تجاهل أيضا المفكر التركي المسلم الكبير فتح الله كلون. وتساءل أدونيس عن المشروع العربي للوقوف في وجه "التطرف الديني"، وقال إن "المتطرفين" لم ينزلوا من السماء بل هم امتداد لتاريخ طويل من العنف الذي لم يتوقف على مدى 14 قرنا، وذلك منذ تأسيس الدولة الإسلامية التي زعم أنها قامت على العنف وإقصاء الآخر "الأنصار في المدينة"، وفق زعمه. من ناحية أخرى، طرح أدونيس مشروعا من أربع نقاط، تتلخص الأولى في الدعوة إلى قطيعة مع القراءة السائدة للدين، حيث طالب بقراءة جديدة للدين، وقال "أنا لست متدينا لكني أحترم التدين على المستوى الفردي الذي لا يلزم إلا صاحبه، أما إذا حاول مأسسة الدين فأنا لست معه". وفي النقطة الثانية، رأى أنه لا بد من تكوين جبهة مدنية علمانية على المستوى العربي تؤسس لقراءة جديدة للموروث العربي، وتؤسس لقيم ومبادئ مجتمع جديد. أما النقطة الثالثة فتدعو إلى تحرير الثقافة العربية من الوظيفية، بينما يرى أدونيس في النقطة الأخيرة أنه لا مفر من الديمقراطية لأنها ضرورية للحرية وللمساواة، حسب تعبيره.