علمت ''البلاد'' أن فيلم ''الخارجون عن القانون'' للمخرج رشيد بوشارب سيعرض مساء اليوم ب''قاعة الموقار'' في العاصمة بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ومخرجه وبعض من أبطال الفيلم وعدد من الوجوه الفنية، وذلك بالتزامن مع شروع مختلف دور السينما الفرنسية ابتداء من اليوم وطوال شهر سبتمبر؛ في عرض فيلمي ''رجال وآلهة'' للمخرج الفرنسي ''كزافييه بوفوا'' الذي يعود فيه إلى قضية مقتل ''رهبان تيبحرين''، و''الخارجون عن القانون''. واستبعدت المصادر التي أوردتنا الخبر، أن ربط قرار عرض الفيلم في هذا الوقت بالذات، بشروع الدور الفرنسية في عرضه، مؤكدة أن الوزيرة تومي تفكر وفق منطق ''سياسي''، حيث آثرت الرد على الهجمة الأخيرة التي يتعرض لها بوشارب من أطراف فرنسية اتهمته علانية بسرقة ''السيناريو''، حيث ينتظر أن يمثل المخرج الجزائري المغترب أمام القضاء الفرنسي في الثاني عشر أكتوبر القادم للنظر في الدعوى التي رفعها ضده سينمائيان أحدهما جزائري والآخر فرنسي طالباه بتعويض مالي قدره 750 ألف أورو لكل واحد منهما كما تضمنت عريضة الدعوى التي رفعها المدعيان، إضافة إلى المطالبة بإيقاف عرض الفيلم. وفي الأثناء وضع دفاع بوشارب هذه القضية في سياق الحملة المسعورة التي تشنها أطراف فرنسية لا تزال تحن إلى الماضي الاستعماري، خصوصا أن ''الخارجون عن القانون'' دخل المنافسة الرسمية في الدورة الثالثة والستين لمهرجان ''كان'' السينمائي الدولي في ماي الماضي، وأثار قبل وأثناء عرضه موجة سخط عارمة من اليمين المتطرف الفرنسي وقدامى المحاربين الذين ادعوا أن الفيلم يشوه حقائق ''حرب التحرير الجزائرية''، كما يسمونها، إلى جانب تصويره لجنود الجيش الفرنسي ك''نازيين'' خلال مجازر الثامن ماي ,1945 ليرد بوشارب أن فيلمه كان مجرد تصوير للحقيقة لا غير. ويروي ''الخارجون عن القانون'' الذي شارك فيه كل من الممثل الراحل العربي زكال في دور ''القايد'' وشافية بوذراع وأحمد بن عيسى، حكاية ثلاثة أشقاء جزائريين أثناء الثورة بالتركيز على الخيار المختلف لكل منهم؛ حيث اعتقل عبد القادر ''سامي بوعجيلة'' بعد مشاركته في المظاهرات وسجن بفرنسا ليلتحق هناك بحزب جبهة التحرير الوطني عندما يلتقي بأحد أعضائها، أما مسعود ''رشدي زام'' فجند في الجيش الفرنسي خلال حرب ''فيتنام'' سنة 1952 حيث يتأكد هناك من بشاعة الاستعمار، ليقرر العمل إلى جانب أخيه ''عبد القادر الوطني'' من خلال قيامه بتصفية العدو والخونة من الجزائريين. أما الشقيق الثالث سعيد ''جمال دبوز'' فهو الشاب المرح والمراوغ والمولع بجمع المال والملاكمة ولا تهمه السياسية في شيء لكنه كان الأول من انتقم لوالده المغدور حين سقط بين ذراعيه بمجازر 8 ماي ليقرر عام 1955 تصفية ''القايد'' لأنه كان سببا في تشردهم ومجيئهم لمدينة سطيف منفذا القرار الفرنسي بطردهم من أرضهم سنة ,1925 ليطلب بعدها من والدته التي فقدت الزوج، مغادرة الجزائر والتوجه لفرنسا لتكون بالقرب من ابنها عبد القادر المسجون هناك ولتنتظر عودة ''مسعود'' من حرب ''فيتنام''.