تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، على هامش افتتاح أشغال المؤتمر العاشر للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بفندق الأوراسي، عن أن مؤتمر الآفلان سيعقد بعد تعديل الدستور، مؤشر واضح على وضعية خاصة تعيشها قيادة الحزب العتيد في الوقت الحالي، خاصة لما تردد عن رفض الداخلية الترخيص له لعقد المؤتمر وطلبت منه عقد دورة عادية للمركزية، والتي كان من المنتظر ان تعقد شهر ديسمبر الفارط. وحسب ما يدور في محيط "الجهاز"، فإن سعداني يكون قد إشتم رائحة طبخة يتم إعدادها ريثما تنضج ويكون أول ضحاياها، في ظل إتساع هوة الانسداد الحاصل في القواعد على غرار بعض المحافظات التي قسّمتها القيادة الحالية للحزب كما هو الشأن في تلمسان، بلعباس، تموشنت، ووهران وغليزان بالغرب الجزائري، لتؤكد جهات آفالانية أن الوزير الأسبق عمار تو كشف لمقربيه أن أيام سعداني باتت معدودة، وهناك تغييرات هامة ستكون في صالح الحزب الذي يتعرض في عهدة سعداني إلى الكثير من الإنتقادات من داخل الحزب وخارجه، في إشارة الى تصريحات سعداني المثيرة والتي سببت حرجا لمؤسسات الدولة، آخرها تصريحاته حول تورط المملكة العربية السعودية في أزمة النفط المتواصلة، وهو ما لم يتقبله الجهاز الدبلوماسي السعودي بالجزائر، لأنه صادر من قيادة الحزب الحاكم في الجزائر. وفي ذات السياق كشفت لجنة "الوفاء" أن العديد من أعضاء اللجنة المركزية والنواب وأمناء القسمات وأعضاء المحافظات الموالين والمحسوبين على سعداني، دخلوا في اتصالات مع لجنة "الوفاء" في عديد الولايات، وقالوا أنهم تأكدوا بصفة قطعية ان عمار سعداني لن يذهب إلى المؤتمر العاشر وأن أيامه معدودة على رأس الأمانة العامة للحزب. وتكون المعطيات الأخيرة قد بلورت صورة عن حركية في الحزب يقودها معارضو سعداني، إزدادت وتيرتها في الأيام الأخيرة وتقودها "الهيئة التنفيذية في جبهة التحرير الوطني" بقيادة عبد الرحمن بلعياط، حيث تكررت اللقاءات آخرها بغليزان، بحضور أسماء ثقيلة على غرار وزراء سابقين و23 نائبا بالبرلمان وأعضاء من اللجنة المركزية، حيث تم تشكيل اللجنة من 24 عضوا بين برلمانيين وأعضاء في اللجنة المركزية والسيناتور بوعلام بوشارب، كما تم إنشاء لجان فرعية على مستوى المحافظات التي تم تقسيمها. ومن المنتظر أن تقدم هيئة التنسيق بقيادة بلعياط طلبا للداخلية مستغلة توقيعات اللجنة المركزية لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية، حسب مصادر آفالانية مطلعة.