واصلت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي مباركة بوعيدة حملتها العدائية ضد الجزائر، حيث تدخلت يوم أمس الأول أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالبرلمان المغربي بشكل سافر ضد الجزائر متهمة بلادنا بالوقوف وراء تمويل ودعم حركات وجمعيات ونشطاء داخل المغرب لدعم استقلال الصحراء الغربية. وقالت بوعيدة، خلال دراسة آخر مستجدات القضايا المغربية الخارجية، على ضوء القرار الأممي الأخير، بلجنة الخارجية والدفاع بمجلس النواب المغربي، إن "الجزائر تقوم بتسخير العديد من الجمعيات والناشطين باسمها، وباسم جبهة البوليساريو، عبر تخصيص الدعم لهم بمجلس حقوق الإنسان، في محاولة يائسة لضرب المغرب". لغة العداء ضد الجزائر لم تتوقف من طرف مباركة بوعيدة التي اختصت منذ سنة كاملة في التهجم على الجزائر وإطلاق التصريحات العدائية ضد المواقف السياسية والدبلوماسية للجزائر، وواصلت الوزيرة تهجمها ضد الجزائر قائلة إن "وزير خارجية الجزائر، رمطان العمامرة، جند العديد من الدول المعادية للمغرب"، موضحة أنه "تم الإمضاء على تصريح مشترك معاد للمغرب بين عديد الدول، ويتماشى مع الموقف الانفصالي، في إطار سياسة المناورات البئيسة ضد الوحدة الترابية". تضيف الوزيرة التي تحاملت على المبعوث الأممي للصحراء الغربية، عندما شككت في حياده تجاه طرفي النزاع، وحاولت الوزيرة جر الجزائر إلى حقل من النقاش فيما يتعلق بمواقفها تجاه النزاع الحاصل في الصحراء الغربية، وهو نقاش تتفادى الجزائر الخوض فيه لأنها تعرف مسبقا أن المغرب يتعمد في كل مرة الزج بالجزائر في الصراع الثنائي القائم في الأراضي الصحراوية المحتلة. كما انتقدت الوزيرة المنتدبة مواقف الاتحاد الإفريقي بشكل سافر أيضا، ورغم أن الاتحاد الإفريقي أعلن عن مواقفه من الصراع في الصحراء الغربية بكل شفافية من منطلق الكفاح المرير الذي خاضته شعوب إفريقيا ضد الاستعمار في القارة السوداء، فإن المغرب لم يستوعب هذا الموقف الذي يعود إلى نهاية الثمانينيات. وطعنت الوزير المغربية المنتدبة في نزاهة المبعوث الأممي وبعثة المينورسو للصحراء الغربية، وهو تشكيك يعمل المغرب دائما على الإعلان عنه عندما يفشل في إقناع المجتمع الدولي بحقه في الصحراء الغربية. هذه النزعة العدائية تجاه الجزائر واصلت الوزيرة المنتدبة تبنيها في لجنة الشؤون الخارجية الدفاع المغربي في محاولة لتسويق خطاب يعتمد على محاولة جر انتابه الشارع المغربي إلى قضايا يفترض أنها ثنائية بين المغرب والصحراء الغربية، لكن المغرب يجر الجزائر في كل مرة نحو هذا الجدل العقيم الذي لن يغير من معادلة وطبيعة الصراع الذي يسعى الشعب المغربي لكسب رهانه من أجل تقرير المصير.