فريق قنصلي من سفارة الجزائر في الأردن يتوجه إلى العراق لمتابعة التحريات أبلغت مصادر خاصة "البلاد"، أنه من المرجح أن يكون من بين قتلى الهجوم على سجن الخالص الواقع بمحافظة ديالى في العراق قبل ثلاثة أيام نزلاء من جنسية جزائرية محكوم عليهم في قضايا متصلة بالإرهاب. وتتحرى الحكومة الجزائرية عن طريق سفارة الجزائر في الأردن في ملابسات الهجوم على السجن وما تبعه من عمليات قتل وهروب للسجناء. وذكر مصدر عليم أن "الخارجية الجزائرية لم تتسلم بعد نتائج التحقيقات المتواصلة حول الحادث من السلطات العراقية، كما لم يتسن لها تأكيد خبر مقتل جزائريين عن طريق القنوات الدبلوماسية الرسمية لكنها تلقت وعودا بتعاون مكتب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة ووزارة الداخلية العراقية في هذا الشأن في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات التي تتولاها لجنة عراقية عالية المستوى". وأعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل نحو خمسين سجينا و12 شرطيا وفرار عشرات السجناء -بينهم متهمون بقضايا "إرهاب" مساء الجمعة الماضية من السجن الواقع داخل مقر للشرطة العراقية في الخالص بمحافظة ديالى شرقي البلاد. واتجهت بعض الاتهامات إلى مليشيات عراقية في قتل السجناء السُنّة، بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية أنه اقتحم السجن وحرر سجناء تابعين له. وأكدت مصادر أخرى أن مجموعة تابعة لمليشيات "عصائب الحق" اقتحمت السجن مما أثار حالة فوضى تمت على إثرها تصفية عشرات النزلاء. أما المصادر الأمنية، فقالت إن القتلى وبينهم رجال شرطة سقطوا خلال تصدي قوات الأمن لمحاولة هروب من السجن. وأفاد مصدر دبلوماسي اتصلت به "البلاد"، أمس، ورفض نشر هويته، بأنّ الجزائر "تتابع باهتمام بالغ تداعيات الأحداث الجارية في سجن الخالص بعد ورود أنباء عن سقوط ضحايا من الرعايا الجزائريين لحظة الهجوم الدامي وشرعت في تفعيل قنوات التواصل مع حكومة حيدر العبادي للحصول على معلومات رسمية بشأن العدد الدقيق والحقيقي للسجناء الجزائريين، وتحديد أسمائهم وهوياتهم الحقيقية وكذا التهم المنسوبة إليهم وتفاصيل الإجراءات القضائية التي قطعوها خاصة تأكيد أو نفي وجود ضحايا جزائريين بين نزلاء السجن خلال الهجوم". وعلى صعيد متصل، نفى رئيس اللجنة الأمنية بمحافظة ديالى صديق الحسيني أن يكون أي من تنظيم الدولة أو مليشيات "عصائب أهل الحق" قد اقتحم السجن. وقال إن مجموعة من السجناء دبرت الهروب من الداخل وقتلت عددا من أفراد الشرطة وضابطا، ثم هربت. وأشار إلى أن السجناء ليسوا كلهم "إرهابيين" وأن بينهم من هو متابع في قضايا جنائية. من جهة أخرى، أدان تحالف القوى العراقية في بيان "قتل معتقلين سنة على يد المليشيات" في سجن الخالص. وقال إن من وصفهم بالإرهابيين اقتحموا السجن وأطلقوا عددا من السجناء، مضيفا أن المليشيات أعدمت عشرات المعتقلين. وكان وزير الداخلية العراقي محمد غبان الذي زار سجن الخالص للاطلاع على ما جرى أمر بتشكيل لجنة عليا بمستوى وكيل وزير للتحقيق في أحداث السجن. وقال بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية إن غبان "لاحظ تقصيرا في إجراءات إدارة الموقف". وشدد الوزير على ضرورة الإسراع بإجراءات التحقيق، وإعلان النتائج وتقديم المقصرين إلى القضاء. ولا يوجد إحصاء دقيق للجزائريين القابعين بسجون العراق، لكن أعدادهم تقدر بنحو 12، بينما تؤكد مصادر حقوقية أخرى أنهم كانوا نحو عشرين.