في مفاجأة تنسف 4 أعوام من الأساطير الخيالية، كشف الصحفي الاستقصائي صاحب قضية "سجن أبو غريب"، سيمون هيرش أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته قدّموا للعالم رواية كاذبة تماماً بشأن الظروف والأحداث التي قُتل فيها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان في 2011، فيما ردّت الإدارة الأمريكية بنفي تقرير "هيرش". أخطر تقرير وحسب مجلة "سليت" الأمريكية، يعد تقرير "هيرش" أخطر ما يضرب رواية إدارة الرئيس باراك أوباما؛ لأن "هيرش" هو الصحفي الذي كشف أسوأ واقعتين في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث، وهما مذبحة قرية "لاي" في حرب فيتنام عام 1968، وقضية "سجن أبو غريب" في العراق. واستند "هيرش" في مقاله الذي نُشر بموقع "لندن ريفيو أوف بوكس" على تصريحات مسؤول كبير متقاعد في الاستخبارات الأمريكية كان على علم بوجود "ابن لادن" في "أبوت أباد"، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين آخرين، ومسؤولين باكستانيين. كلمة السر ضباط باكستان وكان الصحفي "هيرش" قد أكد في مقاله أن الإدارة الأمريكية لم تكن بمفردها في الغارة على منزل أسامة بن لادن وقتله، بل إن قادة كباراً بالجيش الباكستاني وأجهزة الاستخبارات الباكستانية كانوا على علم بمكانه منذ عام 2006، وأنهم تعاونوا مع القوات الخاصة الأمريكية في الغارة على المنزل الذي كان يختبئ فيه زعيم تنظيم "القاعدة" في أبوت أباد قرب العاصمة إسلام أباد. وحدد "هيرش" أن الجنرال أشفق برويز كياني من الجيش الباكستاني، والجنرال أحمد شوجا باشا من الاستخبارات الباكستانية، كانا على علم بمكان زعيم "القاعدة" والغارة الأمريكية قبل وقوعها. 25 مليون دولار وعينة "دي إن أيه" وأضاف "هيرش" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعلم عن مكان "ابن لادن" عبر تتبّع مساعديه كما تزعم، بل إن ضابطاً كبيراً بالمخابرات الباكستانية زار السفارة الأمريكية في إسلام أباد في شهر أغسطس 2010 وقدّم المعلومة عن مكان زعيم القاعدة، مقابل 25 مليون دولار، وأن هذا الضابط تم نقله فيما بعد إلى واشنطن ليعمل كمستشار بالمخابرات المركزية الأمريكية. وقد حصلت واشنطن على عينة من الحمض النووي "دي إن أيه" ل"ابن لادن" عبر ضباط بالمخابرات الباكستانية لتتأكد من شخصيته، وقال "هيرش": إن قادة في الجيش والمخابرات الباكستانية تعاونوا مع واشنطن مقابل أموال وتنازلات دبلوماسية، كما هددت بقطع المساعدات العسكرية إذا لم تحصل على ما تريد. وتتوالى المفاجآت ومن المفاجآت التي فجّرها "هيرش" أنه لم يتم دفن "ابن لادن" في البحر كما تزعم الرواية الأمريكية، كما لم يحدث إطلاق نار أثناء الغارة؛ لأن أسامة بن لادن كان مريضاً، وحسب "هيرش" فإن المخابرات الباكستانية قد قبضت على أسامة بن لادن في أبوت أباد، ثم أطلقت سراحه ليبقى في مكانه، وتستخدمه في المفاوضات مع القاعدة وطالبان. صدمة البيت الأبيض وفي مواجهة هذه الصدمات، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس رواية الصحفي سيمون هيرش. وحسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، فقد نقل راديو "سوا" الأمريكي مساء الاثنين، عن "برايس" تأكيده أن "هناك معلومات غير دقيقة وتأكيدات لا أساس لها في هذا المقال تتطلب الرد نقطة تلو أخرى". عملية أمريكية بحتة وأضاف "برايس" أن "عدداً محدوداً من المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بأن الرئيس باراك أوباما قرر منذ البداية عدم إبلاغ حكومات أخرى بما في ذلك الحكومة الباكستانية"، مشيراً إلى أن "العملية كانت أمريكية بحتة".