نيابة جنايات العاصمة تلتمس السجن بين 15 و20 سنة ل11 متهما استعرضت محكمة جنايات العاصمة على مدار يومين وقائع خطيرة لنشاط شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود، اختصت في استيراد المؤثرات العقلية من إيطالياوتونسفرنسا إلى الجزائر مرورا بحجة واهية ادعت أنها لعلاج السرطان قصد المتاجرة فيها بطريقة غير شرعية، مما دفع بالنائب العام صبيحة أمس الجمعة، إلى التماس عقوبة 20 سنة سجنا في حق 4 متهمين يتقدمهم مغترب بإيطاليا، و15 سجنا ل7 متهمين بينهم ربان باخرة بعد مصادرة 4461 قرصا من نوع "سيبيتاكس" و"سوبوكسون" ونحو 2 مليون دينار. يعود تفكيك هذه الشبكة الخطيرة إلى يوم 20 مارس 2013، استغلالا لمعلومات بلغت مصالح فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لمصلحة الشرطة القضائية وسط لأمن ولاية الجزائر، مفادها أن شخصين يمتهنان ترويج المؤثرات العقلية من نوع "سيبيتاكس" ببولوغين ويتعلق الأمر بالمدعو (ع.سفيان) و(ب.زهير) هذا الأخير صاحب سيارة من نوع "بيجو 107" سوداء اللون، وبعد مراقبتهما والترصد لهما شوهد المتهمان وهما يبرمان صفقة مع أشخاص آخرين كانوا على متن سيارة من نوع "هيونداي أتوس" لتغادر هذه الأخيرة المكان فيما استمر عملية مراقبة السيارة الأولى وتم إيقافها بشارع عبد الرحمن ميرة بباب الوادي، وعند إخضاعهما للتفتيش عثر بحوزة (ب.زهير) على مبلغ 66 ألف دج على شكل حزمتين منفصلتين مخبأتين داخل معطفه وجيب سرواله، حيث اعترف عند إخضاعه للتحقيق بامتهانه بيع المؤثرات العقلية وأكد أنه قبل توقيفه باع المدعو (ع.الهادي) المكنى "حناشي" 3 صفائح من المؤثرات العقلية مقابل مبلغ 52 ألف دج، كما كشف ومرافقه عن باقي تعاملاتهما، ليتبين أن الأمر يتعلق بشبكة إجرامية خطيرة تمتهن فعلا تجارة المخدرات من داخل وخارج الوطن، يقودها المغتربان بفرنساوإيطاليا اللذان يتوليان عملية استيراد الأقراص المهلوسة حيث يقوم المغترب بفرنسا إخفاء صفائح الحبوب المهلوسة داخل هيكل سيارته بعدما يقتني الصفيحة الواحد ب 20 أورو ثم يعبر بها أقاليم الحدود الفرنسية الإيطالية حيث يجد في انتظاره لمساعدته المغترب بإيطاليا ليتم تمرير الكميات من الحبوب المهلوسة عبر الأقاليم البحرية مرورا بتونس ووصولا إلى ميناء الجزائر، ليجدا في انتظارهما ربان طاقم الباخرة الذي يسهل لهما إجراءات الجمركة ويمكن السيارة من المغادرة بأمان من الميناء، فيما يتولى باقي الشركاء توزيعها وترويجها بمختلف مناطق العاصمة على غرار باب الوادي، بئر خادم والرويبة وضواحيها. وهي العملية التي مكنت مصالح الأمن من مصادرة 640 صفيحة تحوي 4462 قرصا من المؤثرات العقلية من نوع "سيبيتاكس" و"سويوكسون" ومبالغ مالية قدرت إجمالا ب مليون و802 ألف و200 دج من ريع تجارة المهلوسات، مع حجز 4 مركبات من نوع "هيونداي أتوس" وسيارتين من نوع "رونو كليو سامبول" رمادية اللون و"بيجو 107" سوداء اللون، لتنسب للمتهمين جناية الاستيراد للأقراص والمؤثرات العقلية بطريقة غير شرعية والمتاجرة فيها في إطار جماعة إجرامية منظمة والحيازة من أجل الاستهلاك الشخصي والتزوير واستعمال المزور وجنحة رفض الامتثال لإنذار التوقف الصادر عن أعوان القوة العمومية. الإدمان... علاج الهيرويين بداء مهلوسات "السيبيتاكس" وقد حاول المتهمون التملص من المسؤولية الجنائية بإنكار المتاجرة بالأقراص المهلوسة، إذ اعترف جلهم بإدمانهم عليها أو وقوع بعضهم تحت رحمتها هربا من إدمانه عن المخدرات الصلبة وبالأخص الهيرويين، حيث أجمع هؤلاء على الحيازة لأجل الاستهلاك الشخصي فقط، حيث أكد المتهم (ع.سفيان) البالغ من العمر 30 سنة أنه من مستهلكي "السيبيتاكس" التي وجد نفسه مجبر لى تناولها بعدما اتخذها قبل 5 سنوات للعلاج من إدمانه على الهيرويين منذ عام 2005 حيث كان يتعاطى قبلها الكيف المعالج، وأضاف هذا المتهم المسبوق لعدة مرات في حيازة واستهلاك المخدرات، كان يعمل منذ صباه كصائغ قبل أن ينتقل للعمل بمعية شقيقه في وكالة لكراء السيارات بدءا من عام 2012، حيث يتقاضى راتب شهري قيمته 50 ألف دج، أنه وفي حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم 20 مارس اتصل به المتهم (ع.الهادي) ينحدر من ولاية البليدة والذي تعرف عليه عن طريق ابن خالته بعد مغادرته مستشفى "فرنس فانون" حيث كان يخضع للعلاج" وطلب منه اقتناء له كمية من أقراص "السيبيتاكس" غير أنه رفض وبعد إلحاح منه وإخطاره بأنه مريض وبحاجة ماسة إليها لبى مطلبه ليتصل بالمدعو (ب.عبد النور) الذي يقيم بالرويبة وصاحب سيارة من نوع "سامبول" رمادية اللون فضرب له موعدا حيث استلم منه 8 صفائح بكل واحد منها 7 أقراص من حبوب "السيبيتاكس" وهي الكمية التي أكد أنه اشتراها بالتضامن مع باقي المتهمين، حيث سلم (ع.الهادي) 3 صفائح على أن يتقاسم بقية البضاعة مع باقي شركائه ويحتفظ بجزء منها لاستهلاكه الشخصي، حيث أكد أن يقتني الحبوب المهلوسة مرتين إلى 3 مرات في الشهر بمعدل 6 إلى 7 صفائح بقيمة 3 آلاف دج للقرص الواحد بسعر الجملة فيما يكون سعر الصفيحة الواحد ب 14 ألف دج، وأنه يستهلك شهريا 147 قرص محاولا بذلك حصر اقتنائه لكميات معتبرة لاستهلاكه المفرط وليس للمتاجرة فيها، وقد سبق له وأن اقتنى من نفس الممون بالرويبة 10 مرات وأنه يعرفه قبل أن ينتقل للعيش هناك كونه من أبناء باب الوادي وكان يقتني منه قبل ذلك ما بين القرص ونصف القرص، غير أن عدم وفرة هذه النوعية التي يتم جلبها منها فرنسا تحت الطلب جعله وشركائه يقتنون بكميات متفاوتة لضمان الجرعات على أن يقوم باستهلاكها عن طريق الحقن، مؤكدا أنه وبخصوص قضية الحال لا يعرف إلى جانب السالف ذكرهما سوى المتهم (ب.زهير) كونه ابن حيه ببولوغين. ... مغترب بإيطاليا ينقلها إلى الجزئر عبر تونس بنية علاج مرضى السرطان! أنكر المتهم (ب.مرزاق) متاجرته بالأقراص المهلوسة التي قال إنه يتكفل فقط بإخفائها بناء على طلب المتهم (س.عماد) المغترب بإيطاليا، مقابل استفادته من صفيحة يستغلها للاستهلاك الشخصي، ليتراجع بذلك عن سابق اعترافه عبر مراحل التحقيق، حين أقر بأنه هو من يتولى توزيع الأقراص المهلوسة على باقي شركائهم ومتعامليهم، في حين اعترف المغترب بإيطاليا فقط بجلبه أقراص "السيبيتاكس" من فرنسا لينقلها إلى إيطاليا ومن ثمة يحولها إلى الجزائر عبر بوابة تونس، غير أنه، بحسبه، لم يكن يعلم أنها تستغل للتعاطي كمخدرات بل كانت تطلب منه على أساس العلاج من داء السرطان. فيما لم تتمكن الجهات القضائية من تحديد هوية ممونه المغترب بفرنسا المكنى "مومو". ولم تختلف تصريحات المتهم (ب.عبن النور) عن سابقيه حيث أنكر متاجرته بالمهلوسات مؤكدا أنه مدمن عليها فقط. كما أنكر المتهم (ز.أحمد) ربان طاقم باخرة علاقته بقضية الحال أو صلته بالمخدرات ولاسيما المؤثرات العقلية والذي، بحسبه، فإنه ليس من تجار المخدرات أو المهلوسات ولا حتى من مستهلكيها. ليلتمس النائب العام توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا و5 ملايين دج في حق 4 متهمين منهم المغترب بإيطاليا وعقوبة 15 سنة سجنا نافذا و1 مليون دج غرامة نافذة في حق باقي المتهمين منهم ربان الباخرة ومسير وكالة كراء السيارات.