هل كان هناك تأخر في التفاعل الإعلامي مع هجوم عين الدفلى الإرهابي والذي أودى بحياة تسعة شهداء من جنودنا ؟ الجواب واضح كان هناك تأخر في التفاعل مع الحادثة الخطيرة والتي أثرت على كل جزائري خاصة وأنها تزامن مع الاحتفال بعيد الفطر . السؤال الثاني ، لماذا تأخر الإعلام الجزائري واكتفى في البداية بإيراد الخبر بشكل جاف ؟ الجواب ببساطة لان المؤسسات الإعلامية لم تستطع الحصول على المعلومات الكافية والمؤكدة من الجهات المختصة والرسمية ، وأمام خبر بهذا الحجم وهذه الخطورة والحساسية لا يمكن الاجتهاد كثيرا ..هنا تتغير المفاهيم الإعلامية ، لأننا لسنا بصدد معالجة خبر بشكل حيادي تجردي ...فالقضية تمس أمن الدولة والوطن ومصالحه العليا ... والإعلامي قبل كل شيء مواطن جزائري غيور على مصالح وطنه، والمؤسسة العسكرية العمود الفقري لهذا البلد لذلك تتقدم قيم الولاء والمواطنة على ضرورات العمل الاعلامي . السؤال البديهي الثالث ؟ ...لماذا تأخرت الجهات الرسمية والمختصة في الإعلان عن خبر الهجوم أكثر من 48 ساعة ؟ هنا مربط الفرس ، هل يتم التفاعل مع القضايا الامنية الحساسة خاصة اننا في حرب مع تنظيم ارهابي خطير بمنطق الفيسبوك والأخبار العاجلة ، فقط لإشباع شبق المشاهدين والمتعطشين للاخبار العاجلة ، ام أننا أمام قضية امن قومي يجب أن تعالج بأعصاب باردة ووفق مصلحة الدولة الجزائرية أولا وأخيرا ، وخاصة عدم الوقوع في فخ الإرهابيين بالتهويل والترويج لأفعالهم ولو بشكل غير مباشر ... ومعلوم ان قضية حساسة مثل هذه تحتاج لدراسة متأنية و لمراجعة الجهات العليا ، وكل كلمة يجب ان تكون في مكانها والاهم من ذلك ان العملية كانت مستمرة في الميدان ، والجيش يلاحق حتى الان المتورطين ، وربما تأخرت وزارة الدفاع في الإعلان عن تفاصيل العملية كاملة حتى تتضح الصورة ، وينجلي غبار المعارك ، ويكون نعي الشهداء من ابناء المؤسسة مقترنا بالانتقام لهم من القتلة وهو ما حدث ويحدث الان . ما يمكن تأكيده من واقع التجربة ان وزارة الدفاع تملك ارمادة اعلامية وإمكانيات كبيرة في هذا الجانب وكانت سريعة جدا في الاعلان عن العمليات العسكرية حتى في أقصى الجنوب في وقت قياسي ...وتأخر الإعلان عن هجوم عين الدفلى لم يكن راجعا بالتأكيد لعجز إعلامي او ضعف في الاتصال ..والواضح ان مرده كان حسابات أمنية وإستراتيجية ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي للبلد والذي يختلف كثيرا عما يتصوره رواد الفيسبوك ، وهواة الأخبار العاجلة ! في الأخير هناك العديد من الامثلة في الدول العربية والغربية التي تؤكد ان بعض القضايا الامنية الحساسة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالامن القومي والمصالح العليا للدولة ..لا تعالج بمنطق رفع نسب المشاهدة فقط.. ولو على حساب امن البلد واهله ومصالحه العليا ، ولعل العملية الاخيرة التي وقعت في السعودية والتي فككت فيها السلطات شبكات تنتمي لداعش تقدر ب 437 شخص وسقط اثراها 37 قتيل من الاجهزة الامنية والمواطنين السعوديين في ضل تعتيم اعلامي كامل يخص المكان والزمان والتفاصيل الاخرى ...واضح انه راجع لاسباب امنية .