فرنسا بلد يدّعي الحرية وحقوق الانسان ولم يواصل التحقيق في وفاة عرفات بشكل حيادي اعتبر السفير الفلسطينيبالجزائر أن الجزائر هي قلعة الشعب الفلسطيني والحضن الدافىء لفلسطين، مؤكدا في حوار مع "البلاد" أنها كانت دائما ملجأ في كل محطات الثورة الفلسطينية، مضيفا "كفلسطينيين نتوسل لكم الحفاظ عليها، الجزائر مستهدفة لما تمثله من قيم ومطلوب رأسها لما تمثله من قوة، أكبر هدية تقدم لنا هي الحفاظ على هذه القلعة"، مضيفا أن استهداف الجزائر لا تتوقف أسبابه عند نصرتها للقضية الفسلطينية، بل لأن الاستعمار "يعرف ماذا قامت به الجزائر وما بني على أساس استقلالها من حركات تحررية استلهمت منها الكفاح لنيل حريتها واستقلالها، كما تمتلك الجغرافيا والثروات والقوة، توسطت بنزاهة في الكثير من الأزمات، كبرت الجزائر حتى عن وجهة نظرها، الجزائر، رئيسا وحكومة وشعبا وأحزابا مع فلسطين". وفي رده على سؤال سؤال يتعلق بجريمة حرق الطفل علي الدوابشة، اعتبر السفير عيسى "أنها ليست الأولى، بل سبقتها جرائم أخرى مثل اغتيال محمد الدرة، الطفل أبوخضير والأطفال على الشاطىء خلال العدوان على قطاع غزة، والاستنكار الكبير لجريمة اغتيال الرضيع يعود الى الحرج الكبير الذي تشعر به القوى الكبرى إزاء الجرائم التي ترتكبها اسرائيل". وفي تعليقه على تصريحات عضو اللجنة المركزية في حركة فتح سلطان أبوالعينين الذي طالب بتسليح الشعب الفلسطيني بعد جريمة حرق الرضيع، قال السفير إن هذا "يأتي في سياق المعركة المفتوحة التي يخوضها الشعب الفسلطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي وكذا ضمن استراتيجية تناوب الأدوار، فمنظمة التحرير هي من تقوم بالتفاوض، لكن فتح لم تقم بالتفاوض وتركت لمنظمة التحرير هذه الصلاحية، وتتكامل مع قيام الرئيس محمود عباس بإرسال وزير الخارجية الى محكمة الجنايات الدولية لرفع القضية أمامها". وفي السياق ذاته، اعتبر السفير عيسى أن البطء في رفع القضايا راجع الى "أن فلسطين عضو جديد فيها، ولا تزال في مرحلة استكشاف هذه الهيئة الدولية ومعرفة إجراءاتها، وتوجد ملفات كبيرة تفتح على المستويين الفردي والجماعي"، منوها بدور نقابة المحامين الجزائريين التي كان لها دور في نصح الجانب الفلسطيني وتعريفه بخبايا هذه المحكمة. وعن موضوع غلق فرنسا للتحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أجاب السفير أن "الرئيس أبوعمار تم اغتياله صهيونيا وقد يتم استهداف أبومازن مجددا وهذه قضية لا تحتمل الجدل، لكن عندما ندخل المعركة يجب أن نثبت أنه تم اغتياله بالسم، نحن نحاول إثبات أن اسرائيل اغتالته، ولما بدأنا بتقديم الأدلة بدأت دول بالانسحاب، ففرنسا بلد الحرية والكرامة وحقوق الانسان تقدم مشروعا لحل القضية الفلسطينية، كيف تقدم مشروعا بهذا الحجم ولا تستطيع المضي قدما في هذا التحقيق بشكل حيادي؟!". وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، قال السفير لؤي عيسى إن الأطراف الفلسطينية "لابد أن تجتهد للم الشمل الفلسطيني، وحاولنا أن نقوم بهذا المسعى نحن من أنفسنا". وأرجع السفير سبب الفوضى والفتن التي تعيشها المنطقة العربية إلى مخططات تريد أن تهمش القضية الفلسطينية، وثنيها عن مواصلة الانجازات، معتبرا الوضع العربي "مؤسف ويشهد فتنا داخلية، وصراعا عبثيا هدفه تصفية القضية الفلسطينية".