16 قتيلاً في الاشتباكات ضد أنصار معمر القذافي بدأت في جنيف جولة جديدة من الحوار الليبي الذي تنظمه الأممالمتحدة بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا التي تتصارع فيها حكومتان وبرلمانان على السلطة، ما أدى إلى مقتل وجرح وتشريد عشرات الآلاف خلال العامين الماضيين. ويتصدر أجندة هذه الجولة، بحث تشكيل حكومة وفاق وطني وملحقات اتفاق سياسي مبدئي وقع عليه بالأحرف الأولى رمضان الماضي في منتجع الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط. وتشمل هذه الملحقات الترتيبات الأمنية لتطبيق بنود الاتفاق وتركيبة المجلس الأعلى للدولة، وتعيين الوظائف السيادية وبقية تفاصيل تقاسم السلطة التنفيذية والقضائية. وقال مصدر في بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، إن الوسيط الدولي برناردينو ليون ينتظر من ممثلي فرقاء الأزمة تقديم مقترحات تشمل ترشيحات لرئاسة وعضوية حكومة الوحدة الوطنية. ورفض المصدر الإجابة عما إذا كان ليون وافق على مناقشة إضافة تعديلات لنص اتفاق الصخيرات كما طالب المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، والذي وضع شروطا للمشاركة في جولة الحوار في جنيف، من بينها تعديل اتفاق كان رفض التوقيع عليه. ويصل وفد المؤتمر - برلمان طرابلس غير المعترف به دوليا - في وقت لاحق إلى جنيف بعد أن بذل الوسيط مساعي حثيثة وإثر ضغوط شديدة محلية ودولية مورست لإقناع المؤتمر بالتراجع عن مقاطعة جلسات الحوار والمضي قدما في المفاوضات الهادفة لتحقيق سلام شامل ونهائي في ليبيا. وبعد مشاورات غير رسمية في فندقين هما مقر إقامة وفود الحوار الليبي وطاقم مبعوث الأممالمتحدة، اجتمع برناردينو ليون مع قادة أحزاب سياسية ليبية شاركت في مسار حوار الشخصيات السياسية الثانوي المنظم بالجزائر، من بينها حافظ قدور ممثل محمود جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية، ورئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، ورئيس حزب الوطن عبد الحكيم بلحاج، ومحمد العبدالله رئيس حزب الجبهة الوطنية، ورئيس حزب التغيير جمعة القماطي. ويلتقي مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون لاحقا في قصر الأممبجنيف وفود مسار الحوار الأساسي الذي استضافه المغرب على مدى عدة أشهر. وكان المؤتمر الوطني العام قرر المشاركة بمحادثات جنيف حول ليبيا المقرر انعقادها برعاية بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. وعقد المؤتمر جلسة يوم الأحد لمناقشة مستجدات ملف الحوار الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة في البلاد لتحديد موقفه من المشاركة في جولة المباحثات التي دعت البعثة لعقدها في جنيف بمشاركة الأطراف الليبية. من ناحية أخرى، أكدت مصادر طبية من مدينة سبها أن ضحايا الاشتباكات بالمدينة وصلت إلى 16 قتيلا، من بينهم 10 مدنيين وأكثر من 20 جريحا. وتتواصل الاشتباكات المسلحة في المدينة بين أنصار النظام السابق وميليشيات تابعة للمؤتمر الوطني منتهي الولاية باستخدام كافة أنواع الأسلحة داخل الأحياء السكنية خصوصا "أحياء الفاتح والمهدية والمنشية". وبحسب مصادر محلية فإن أغلب أحياء المدينة بدت خالية من سكانها بسبب النزوح الجماعي جراء تساقط قذائف بشكل عشوائي على مساكن المواطنين. ويسيطر أنصار النظام السابق على أجزاء في أغلب قرى ومناطق الجنوب الليبي بينما يجري قتال للسيطرة على مدينتي سبها وأوباري اللتين لاتزالان تخضعان لسلطة ميليشيات المؤتمر الوطني منتهي الولاية. وفي شمال البلاد، قالت مصادر إن الهدوء الحذر يسيطر على مدينتي ترهونة "شرق العاصمة 42 كلم" والجميل "120 كلم غرب العاصمة" بعد معارك دامية بين أنصار النظام السابق وميليشيات المؤتمر، خلال الأيام الماضية أدت إلى سقوط ضحايا أغلبهم في صفوف الميليشيات.