نقص الكلأ وغلاء الشعير وتقلص كبير للمحميات الرعوية! دخل منذ مدة موالو العديد من الولايات السهبية، في أزمة كبيرة جراء غلاء الشعير والنخالة وتقلص المحميات الرعوية. وتحدث العديد منهم عن أن أسعار الشعير المطبقة حاليا في مختلف الأسواق المحلية في غير متناول الغالبية من الموالين، الأمر الذي دعاهم إلى الاستنجاد بالجهات المختصة من أجل التدخل العاجل للرفع من حصة الإمداد على مستوى دواوين الحبوب. وأضاف هؤلاء في تصريحاتهم ل«البلاد" أن سعر القنطار الواحد من الشعير وصل في الأسواق المحلية إلى حدود 4500 دينار الأمر الذي كان وراء تهديد الآلاف من رؤوس الماشية التي لم تجد ما تتغذى به في ظل تراجع النباتات الموسمية والأعشاب التي كان يُلجأ إليها على خلفية أزمة الجفاف الذي ضرب المنطقة. «لا بيع و لا شراء والماشية تأكل قيمتها ولا ربح لا رأس مال، أسعار في الحضيض"، هو مختصر حديث الموالين ل«البلاد" أمس، حيث يتراوح سعر الكبش المعد لعيد الأضحى ما بين 3 و4 ملايين، فيما يتراوح سعر النعجة ما بين مليوني سنتيم ومليونين ونصف المليون. يقول الموالون إن جفاف الموسم وانعدام الكلأ أضحى سببا مباشرا في تدني الأسعار وأكثر من ذلك تهديد ثروة المواشي، مؤكدين أن وروؤس أغنامهم أضحت عبئا عليهم بعدما انعدمت جميع السبل في تغذيتها، وأضحى تجار المواشي لا يقبلون على شرائها مخافة أن تبقى على عاتقهم فيعجزون عن توفير الأعلاف لها. وأرجع بعض الموالين استفحال هذه الوضعية إلى التراجع الكبير في زراعة الأعلاف والشعير المحلي إضافة إلى تراجع الأعشاب، الأمر الذي ساهم في تقلص بل انعدام المراعي بشكل كبير عكس المواسم الفارطة، إضافة إلى عدم وجود محميات نباتية مثلما كانت توفرها محافظة السهوب ليتم كراؤها للموالين في مثل هذه الظروف. هذه الوضعية أدخلت موالي المنطقة في دوامة كبيرة مناشدين مختلف السلطات المعنية اتخاذ إجراءات استعجالية عبر توفير الأعلاف والشعير بالشكل المطلوب لكون وجود الآلاف من رؤوس الماشية والأغنام أضحى مهددا والعشرات من الموالين أضحوا على حافة الإفلاس المبرمج بفعل هذه الندرة والأزمة.