مسؤول أممي: الصراع شرد مليون شخص داخل سوريا رفض بشار الأسد مقترحاً بريطانياً يمكن أن يقود فيه حكومة انتقالية لنحو ستة أشهر قبل تنحيه عن السلطة، وذلك كجزء من حل سياسي، حسبما قالت صحيفة الغارديان البريطانية. وفي مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "غارديان" في مكتبه بدمشق، قال وزير إعلام الأسد، عمران الزعبي "ما الذي يعطي الحق لوزير الخارجية البريطاني في أن يقرر للسوريين المدة التي يجب أن يبقى فيها رئيسهم في السلطة؟". وقال الزعبي إن بريطانيا تتبع سياسات "غير عقلانية وغير منطقية" بمهاجمتها الدولة الوحيدة التي تقاتل تنظيم داعش وغيره من الإرهابيين، وتحث زعيمها على التنحي. وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار أزمة اللاجئين والجدل بشأن مقتل اثنين من أعضاء تنظيم داعش بطائرة بريطانية مسيرة، هو ما دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والقول اليوم الأول باتخاذ بريطانيا نهجا عمليا من أجل تحول في دمشق. وذكرت الصحيفة أن فكرة الحكومة الانتقالية موجودة في مبادئ جنيف عام 2012 لإنهاء الحرب، لكن هذه هي المرة الأولى التي تُذكر فيها مدة زمنية. وختم الزعبي بأن عبء التعامل مع اللاجئين القادمين إلى أوروبا يجب أن تتحمله الحكومات الأوروبية والأميركية بسبب سياساتها في المنطقة بداية من التدخل في ليبيا إلى الأزمات في اليمن وسوريا. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الإسباني إنه بصدد إجراء مباحثات من أجل الدخول في مفاوضات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا. وقال خوسيه مانويل غارسيا مارغالو في مقابلة أجرتها معه قنوات تلفزيونية إسبانية إنه يتعين إقناع البلدان المهمة في المنطقة مثل إيران وتركيا وروسيا كي تجلس إلى طاولة التفاوض مع الأسد. وأضاف أنه لا يحب الأسد، لكن "في الوضع الحالي ليس هناك حل إلا بالتفاوض معه". واقترح الوزير الإسباني أن يتم في مرحلة أولى إعلان وقف لإطلاق النار في سوريا على أن تتم بعد ذلك "تصفية" من وصفهم ب"الإرهابيين" التابعين لكل من تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، ثم بدء مرحلة انتقالية ديمقراطية، حسب تعبيره. كما قال مارغالو في المقابلة نفسها إنه لا يمكن إجراء انتخابات فورا لأن ذلك سيكون من صالح الأسد، واقترح إقناعه بأنه لا يمكن أن يكون جزءا من الحل السياسي المحتمل للأزمة القائمة منذ مارس 2011. ورأى أنه يجب التوصل إلى "مخرج شخصي" للرئيس السوري. وقال إن على الفصائل السورية المعارضة أن تنظم نفسها في هيكل سياسي. وتأتي تصريحات مارغالو بعد تصريحات بريطانية ونمساوية تدعو إلى التعاون مع الأسد في هذه المرحلة ضد تنظيم داعش. من ناحية أخرى، أعلن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا أن مليون شخص آخرين سينزحون عن ديارهم داخل سوريا بنهاية العام 2015، إذا استمرت الحرب، مما سيزيد على الأرجح في تدفق اللاجئين على أوروبا. وقال إن الصراع شرد بالفعل مليون شخص داخل سوريا حتى الآن هذا العام مع تصاعد القتال في أنحاء البلاد والذي دخل الآن عامه الخاليوم. وحث الحلو على زيادة الدعم الدولي لجهود المساعدة التي تحتاج بشدة إلى تمويل، وتهدف إلى توفير احتياجات السوريين في بلدهم أينما أمكن ذلك، وحذر من أن توقعات شتاء قارس تجلب المزيد من الصعاب. وقال "ما لم يحدث شيء كبير لحل هذا الصراع عبر الوسائل السياسية فإن القطار البشري الذي بدأ الخروج من سوريا ودول الجوار سيواصل تحركه لشهور عديدة قادمة".