أفلحت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية مستغانم في الأيام القليلة الماضية، في تفكيك واحدة من أخطر عصابات تهريب البشر إلى الضفة الأخرى من المتوسط انطلاقا من سواحل ذات الولاية التي تفصل بينها وبين سواحل أليكانت الإسبانية سوى مسافة بحرية تقل عن 7 ساعات. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن العصابة المشكلة مكونة من 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 32 و39 سنة يقيمون بمناطق مختلفة عبر تراب الولاية، تخصصوا في تهريب المهاجرين السريين من مختلف ولايات الغرب الجزائري وحتى من مناطق شرق الوطن، على غرار باتنة وبرج بوعريرج من خلال توفير خدمات الإبحار السري إلى السواحل الإسبانية عبر صفحات موقع فيسبوك، ولفت المصدر إلى أن عملية توقيف أفراد العصابة جاءت بعد تحريات معمقة أجرتها ذات المصلحة إثر ورود تسريب مهم مفاده قيام أحد الموقوفين يبلغ 32 سنة من العمر، اختار موقع فيسبوك كوسيلة للإعلان عن عروض خاصة بالمهاجرين الطامحين إلى المرور عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، وجرى توقيف هذا الأخير بعدما نصب كمين ناجح له على أساس أن أحد أفراد الشرطة يبحث عن فرصة "الحرڤة" إلى إسبانيا وظل يتواصل مع الموقوف بواسطة "فايبر" على رقمه المدون على الموقع الذي يحمل اسما مستعارا "عكاشة" إلى غاية توقيفه بالقرب من شاطئ استيدية شرق الولاية. وتضيف المصادر أن الموقوف اعترف بجرمه وكشف عن شريكيه اللذين يستخدمان نفس الأسلوب لتوسيع عمليات تهريب البشر، وقد تم توقيفهما في حالة تلبس بابتزاز شاب من شمال ولاية الشلف، قبل بعرض الإبحار السري مقابل دفع مبلغ مالي قوامه 400 أورو، وهو دليل إضافي على أن التجارة بالبشر أصبحت تجارة مربحة تدر المئات من اليورو. ونقلا عن المصدر نفسه، ذكر أن الشبان الثلاثة لهم قاربا من نوع زودياك ويبحر من سواحل الولاية إلى غاية السواحل الإسبانية وبالتحديد بين مورسيا وأليكانت، مشيرا إلى أن المهتمين بالهجرة يمكنهم التحدث إلى "ب. ن"، 32 سنة، وهو العقل المدبر للعصابة عبر تطبيق فايبر على أرقامهم المدونة على الموقع.