الت روسيا إن اجتماع فيينا لبحث الأزمة السورية لن يتطرق لمصير الرئيس بشار الأسد، بينما رفضت المعارضة السورية في وقت سابق خطة روسية حول سوريا تدعو لتنظيم انتخابات بعد إصلاح دستوري. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، أن "مستقبل الرئيس السوري ليس هو المادة الأولى في حل المشكلة السورية، ولن تتم مناقشة ذلك في اجتماع السبت". وذكرت زاخاروفا في ردها على سؤال بشأن تقييمها قتل نظام الرئيس الأسد مئات آلاف السوريين، أن موسكو "لم تنظر أبداً إلى الأسد على أنه رئيس دولة مثالي، ووجهت له العديد من الانتقادات على ممارساته". وفي غضون ذلك، قالت مصادر غربية إن اجتماع فيينا لن يركز على خطة روسية حول الأزمة السورية تتضمن ثماني نقاط تدعو إلى تنظيم انتخابات بعد عملية إصلاح دستورية تستمر 18 شهرا. ورأى دبلوماسيون غربيون أن الخطة الروسية المقدمة قبل أسبوعين تقريبا لا توضح مصير الأسد، ولذلك فهي لا يمكن أن تشكل أساسا للبحث. ورفضت شخصيات من المعارضة السورية الخطة الروسية قائلة إن هدف موسكو هو إبقاء الأسد بالسلطة وتهميش أصوات المعارضة. وقال منذر أقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة لوكالة رويترز إن "الشعب السوري لم يقبل قط دكتاتورية الأسد، ولن يقبل إعادة إنتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر". من ناحية أخرى، حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الدول المشاركة في محادثات سلام سوريا في فيينا على إظهار المرونة، معتبرا أن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا تتوقف في جانب منها على الميزان العسكري. وأقر كيري في كلمة له بمركز للأبحاث في واشنطن قبل مغادرته إلى محادثات فيينا، بأن الحل في سوريا ليس قريبا، لكنه دافع عن الجهود الدبلوماسية التي تبذل لإنهاء الحرب هناك، داعيا الأطراف المعنية في الأزمة إلى "القيام بالخطوة التالية للأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء". وقال إن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، وعلى تضييق شقة الخلافات الجوهرية بين الولاياتالمتحدة وبين روسيا وإيران حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار كيري إلى بعض التقدم الذي أحرزته الجولة الأخيرة من المحادثات في فيينا الشهر الماضي، لكنه قال إنه لا تزال هناك خلافات مع روسيا وإيران حول مستقبل الأسد، معتبرا أن المجتمع الدولي يواجه عدوا مشتركا هو تنظيم داعش، وأن هزيمته وتحقيق السلام في سوريا "لا يمكن تحقيقهما مع وجود الأسد".