مقتل العشرات بتجدد الاشتباكات بين "التبو" و"الطوارق" أعرب مبعوث الأممالمتحدة لليبيا مارتن كوبلر عن مخاوفه إزاء إمكانية تشكيل تحالف بين تنظيم داعش الإرهابي ومتطرفين آخرين في شمال إفريقيا. وقال كوبلر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم "هناك في جنوب ليبيا جماعات إرهابية متشددة مثل بوكو حرام.. من المعروف أن داعش يهدف إلى السير في هذا الاتجاه بحثًا عن تحالف مع هذه التنظيمات، على المجتمع الدولي أن يحول دون حدوث ذلك". وحذّر كوبلر من أن تصبح ليبيا "معقلاً مثاليًا ومنطقة عمليات للمتطرفين" حال عدم تأسيس نظام دولة فعال هناك، مؤكدًا ضرورة السعي من أجل منع سقوط الدولة في ليبيا وسد الخنادق السياسية. وقال: "وإلا ستكون الدولة مهددة بأن تصبح حاضنة للإرهاب على المدى المتوسط". وتجدر الإشارة إلى أن هناك حكومتين تتنافسان على السلطة في ليبيا عقب سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، إحداهما يهيمن عليها متشددون في طرابلس، والأخرى معترف بها دوليًا في طبرق شرق ليبيا. ووقع ساسة من كلتا الحكومتين في ديسمبر الماضي، على خطة سلام للأمم المتحدة من أجل ليبيا، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن. وتنص الخطة على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي الأثناء، رحبت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، ناتاليا أبوستولفا، بقرار المجلس الرئاسي الليبي بإنشاء اللجنة الأمنية المؤقتة. وقالت أبوستولفا، في تصريحات صحافية نشرت اليوم، إن هذا التطور الإيجابي هو خطوة أخرى هامة باتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2259 الذي يدعو المجلس الرئاسي لإتمام الإجراءات الأمنية المؤقتة لتحقيق الاستقرار في ليبيا. وأضافت أنه يجب على اللجنة الأمنية المؤقتة الآن أن تعمل على وجه السرعة، ويجب على جميع الأطراف المعنية أن تسمح للجنة أن تؤدي مهامها دون عائق، مؤكدة أنه سيتم محاسبة الذين يعرقلون تنفيذ الحوار السياسي الليبي أو الذين ينتهكون قرار مجلس الأمن رقم 2259، وأن الاتحاد الأوروبي يقف على استعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني، وذلك بناء على طلبها، وكذلك مستعد لدعم أولوياتها. من ناحية أخرى، قتل 9 أشخاص على الأقل، وأصيب 14 آخرون بعد تجدد الاشتباكات بين قبيلتي التبو والطوارق في بلدة أوباري جنوبي ليبيا، حسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية. واندلعت الاشتباكات التي وُصفت بالأعنف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في قطر نهاية العام الماضي، يوم الجمعة بين القبيلتين واستمرت لساعات طويلة، واستخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وكان مسلحون من قبائل الطوارق والتبو في جنوب ليبيا قد وقعوا في 23 من شهر نوفمبر الماضي اتفاقا برعاية قطرية، أنهى اشتباكات دامية استمرت أكثر من عام.