أدانت الخارجية الأمريكية موقف وزارة الإعلام الفلسطينية التي أعلنت في وثيقة رسمية أن حائط البراق الذي يعرف ''بالمبكى'' ملكا إسلاميا لعائلة العلامة الجزائري الشيخ سيدي بومدين شعيب الغوث وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى ولا علاقة له باليهود فضلا عن الصهاينة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بي جيه كراولي، ''نحن ندين بشدة هذه التصريحات ونرفضها رفضا تاما بوصفها خاطئة من منظور الوقائع ولا تراعي أحاسيس الآخرين وتنطوي على استفزاز شديد''. وأضاف المسؤول الأمريكي قائلا ''لقد أثرنا مرارا مع قادة السلطة الفلسطينية ضرورة الاستمرار في مكافحة كل أشكال السعي لنزع الشرعية عن إسرائيل بما في ذلك نفي الارتباط التاريخي لليهود بالأرض''. وفيما أصدر رئيس لجنة الخارجية التابعة للكونغرس، هاوراد برمن، بيانا أدان فيه الدراسة وقال إنه ''يستنكرها بشدة''، طالبت الخارجية الأمريكية السلطة الفلسطينية ''بإدانة الدراسة فورا وإصدار بيان ينفي أن يكون الحديث عن موقف رسمي للسلطة''، كما طالب بإزالة أي ذكر للدراسة من الموقع الإلكتروني السلطة. وتعقيبا على حشر الإدارة الأمريكية أنفها دعما للصهاينة، قال الباحث المختص في التاريخ الفلسطيني، الدكتور عمر القادري، من رام الله في اتصال مع ''البلاد''، إن حائط البراق وقف إسلامي قدمه صلاح الدين الأيوبي للمغاربة الذين قادهم سيدي بومدين الغوث في جيش للمشاركة في معركة حطين، وأضاف القادري أن سيدي بومدين شارك القائد صلاح الدين في تنظيف المسجد الأقصى، كما أكد أن ما يسميه الصهاينة حائط المبكى ما هو إلا ''بدعة دينية سياسية الهدف منها تبرير هدم المسجد الأقصى وتهويده''. كما كشف المتحدث أن عصبة الأمم أكدت في 30جوان من سنة 1930أن حائط البراق ملك إسلامي أوقفه صلاح الدين على سيدي بومدين شعيب الغوث، وبعدها أصدرت العدالة البريطانية قرارا مطابقا لقرار عصبة الأمم، كما أن أرشيف أوقاف القدس لايزال يحفظ ''فرمان'' أو قرار صلاح الدين الأيوبي بشأن وفق حائط البراق وهو مسجل بتاريخ 1193م. من جهته، قال السيد كمال بوشامة وزير الشباب وسفير الجزائر بدمشق سابقا، أن الوثائق والوقائع والدلائل تثبت أن حائط البراق والجهة الغربية من الأقصى الشريف هي وقف جزائري، واعتبر صاحب كتاب ''جزائريو بلاد الشام'' في اتصال مع ''البلاد'' تدخل الإدارة الأمريكية تزييفا للتاريخ لصالح الصهاينة وذلك انسجاما مع الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل ليخلص إلى الدعوة لضرورة التحرك الرسمي والشعبي للإسهام في إحقاق الحق والوقوف في وجه محاولات تهويد الأقصى. بينما استنكر عبد الرزاق مقري، الأمين العام لفرع مؤسسة القدسبالجزائر، ما حدث وأكد أن القضية سيتم مناقشتها في إطار المؤسسة للنظر فيما يمكن القيام به وذلك ردا على سؤال تمحور حول إمكانية تحريك الآلية القضائية الدولية جزائريا باعتبار حائط البراق وقفا جزائريا.