ڤمار.. إنها المدينة التي شهدت أول عمل إرهابي في الجزائر، وقتها خرج وزير الدفاع إلى الرأي العام كاشفا عن تفاصيل أو خطوة نحو الحرب الطاحنة، ولحد الآن لازال هجوم ڤمار واحد الذي استهدف ثكنة لحرس الحدود في 21 نوفمبر 1991 عالقا في ذاكرة الجزائريين، باعتباره أول هجوم إرهابي في الجزائر، شرّع للعنف الدموي الذي دام عشر سنوات في بلادنا، واستحضرته مصالح الأمن في الرابع ديسمبر 2011، عندما قضت على الإرهابي الخطير نقية محمد البشير المدعو عبد الحق أبو الخباب، الذي سقط في كمين بواد سوف عندما كان في مهمة لتزويد بقايا الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالأسلحة المهربة من ليبيا، وهو المتهم بكونه أحد أبرز المخططين لهجوم ڤمار واحد عام 1991، حيث ظل هاربا لمدة 20 سنة. ومعروف عن هذا الإرهابي الذي كان يشتغل مساعد بناء في واد سوف، قبل أن يتصل بالطيب الأفغاني، العقل المدبر لهجوم ڤمار 1991، علاقاته المثيرة مع عناصر إرهابية في ليبيا وتونس. أحداث ليلة الخميس إلى الجمعة التي كشفت عن مخزون من الأسلحة وجماعة إرهابية تحاول تحريك النشاط الإرهابي في واد سوف تزامنا مع التواجد الأمني في الحدود الشرقية مع تونس وليبيا، أعادت سيناريوهات خطر العلاقات التي تنسجها جماعات إرهابية في منطقة شمال إفريقيا وتهديدات داعش بنقل حروبها إلى دول الجوار، لكن يبدو أن الحصار الأمني المضروب على خلايا داعش بدأ ينعكس سلبا على النشاط الإرهابي في المنطقة .