الأولوية لتوحيد صفوفنا حاليا وليس اختيار مرشح لرئاسيات 2019 أثارت الفكرة التي اقترحها مرشح الرئاسيات السابقة رشيد نكاز والمتمثّلة في إجراء القرعة بين مختلف أطراف المعارضة للخروج بممثل واحد عنهم، جدلا في أوساط الأحزاب، باعتبار أن الشغل الشاغل للمعارضة حاليا ليس فيمن يمثّلهم بقدر قدرتهم على إقامة مشروع برنامج قوي للمعارضة، تأتي من خلال جزئية تمثيلها عن طريق الانتخاب أو الإجماع أو غيرها من الطرق المتاحة. وقال في هذا الصدد أمين عام حركة النهضة، إنّ طرح نكاز حاليا لا يمكن الأخذ به، لأن الأولوية تكمن في مواصلة النضال السياسي وبشكل جماعي حتى يتم القضاء فيه على فكرة التزوير في كل انتخابات رئاسية، ثم حينها يتم الاتفاق على برنامج تعتمده المعارضة في مسارها النضالي، ليتم الاتفاق بعد ذلك على شخصية تمثّل المعارضة بصفة دائمة، مشيرا إلى أن نكاز اقترح طريقة وهو حر في ذلك، ليقول إن مشروع مرشّح المعارضة هو مشروع كبير يبدأ بضمان نزاهة الانتخابات يليها برنامج قوي تتوافق عليه جميع الأطراف، ليعتبر أن القرعة التي اقترحها نكاز ما هي إلا جزئية في مشروع كبير. ورأى رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، أن حزبه مبدئيا مع توحيد المعارضة من خلال تجاوز الحساسيات التي تعرقل مسيرة المعارضة، وأنّ طريقة تمثيل المعارضة لم تعالج بعد، قائلا "لسنا في منطق بناء حزب واحد أو تكتّل انتخابي نحن في نقاش داخل المعارضة". ويضيف أن المعارضة تضم أحزابا من تيارات وإيديولوجيات مختلفة منها الإسلامية واللائكية وغيرها، ويمكن فرض مرشّح على آخر. من جهته، قال القيادي في حمس، فاروق طيفور، إنّ الحديث عن مرشّح للمعارضة أمر سابق لأوانه، وأنّ ما اقترحه نكاز أمر يخصه هو، معتبرا أن نكاز ليس عضوا في هيئة التشاور ليقترح أمرا كهذا، وأنّ هذا الامر يبقى من افتراضاته التي كان قد طرحها في خطاباته السابقة، ليردف بالقول "نحن في المعارضة وفي هذه المرحلة الحساسة نسعى لإيجاد توافق سياسي حول شخصية ما للخروج من الأزمة السياسية الراهنة". إلى ذلك، تحضر هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، لاجتماع في قادم الأيام، من أجل رسم معالم المشروع الجديد للرؤية المستقبلية الذي أعلنت عنه مع انتهاء ندوتها الثانية، وذلك بهدف تنصيب حكومة موازية تعمل على رسم الخطوط العريضة للبرنامج الذي ستكشف عنه مستقبلا. قالت هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، إنه من باب تحمل المسؤولية التاريخية أمام الأجيال، ستقدم "مشروعا جديدا للرؤية المستقبلية لجزائر الغد"، الذي سيمثل خطوطا عريضة مفتاحية يمكن أن يكون أرضية لنقاش وطني حول صياغة رؤية تنموية شاملة، من شأنها -حسب المعارضة- أن تخرج الجزائر مما تصفه ب«سياسات الارتجال والعفوية والاستعجال" التي تميز جل مشاريع النظام السياسي للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والأخلاقية الحالية، حيث إن الرؤية المستقبلية تتمثل في خطوط عريضة لرؤية المعارضة لجزائر الغد، على مستوى المشروع التنموي بما يحمله من رهانات إستراتيجية وروافع وحوامل التنمية، وكذا الأهداف العامة وآليات إنجاز الرؤية التفصيلية الذي تضطلع به لجنة خبراء، غير أن الأمر "مازال جنينيا" حسب ما أوضحه القيادي في حركة مجتمع السلم، فاروق طيفور. ولا يستبعد أن تلجأ المعارضة لإشراك بعض الشخصيات الوطنية، ورؤساء حكومات سابقين، وكذا بعض الأكاديميين، والنقابات وجمعيات المجتمع المدني الفاعلة حقيقة في الميدان.