الاتحاد الإفريقي يطالب الأممالمتحدة بتحديد تاريخ الاستفتاء في الصحراء الغربية يصوّت مجلس الأمن الدولي اليوم، على مشروع قرار أمريكي تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكية باسم مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية "التي تضم أيضا بريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا" يدين بعبارات شديدة اللهجة طرد الرباط لبعثة المينورسو ويدعو لعودة فورية للفريق الأممي لمواصلة مهامه. وشكّلت مسودة مشروع القرار الذي ناقشه أعضاء مجلس الأمن أمس في جلسة مغلقة ضربة موجعة للدبلوماسية المغربية التي تغنّت قبل أيام قليلة بما وصفته "دعما خليجيا" لاحتلالها للصحراء الغربية خلال مجريات القمة المغربية الخليجية التي حضرها الملك محمد السادس. ولم تفلح المساعي التي قادها المغرب في الساعات الأخيرة لإضفاء تعديلات على الصيغة التي كتبت بها مسودة القرار الأمريكي. ووصف أمس دبلوماسيون مغربيون وفقا لما نقلته الصحافة المغربية الموقف الأمريكي الجديد ب«تصعيد خطير" ضد المغرب، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها أمريكا بشكل رسمي موقفا داعما لمطلب البوليزاريو. وأضافت صحف مغربية أن هذا القرار "استنفر وزارة الخارجية والتعاون، واستدعى دعوة زعماء الأحزاب السياسية بالمغرب على عجل من أجل الرد على موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية". وكشفت مصادر إعلامية أمريكية أمس عن "مساعي يبذلها المغرب حاليا داخل أروقة مجلس الأمن للوصول إلى صيغة أقل حدّة بخصوص القرار الذي سيصوت عليه اليوم مجلس الأمن الدولي". ووأضح مسؤولون في وزارة الخارجية المغربية بعد الضجة التي أثارها المشروع الأمريكي غير المتساهل مع قرار طرد المملكة لبعثة دولية أن "المغرب ليس له مانع في عودة بعثة المينورسو، لكن له تحفظات على بعض الموظفين المدنيين داخل البعثة البالغ عددهم 21 موظفا بسبب تصرفات يقومون بها تخل بطبيعة مهامهم الدولية"، وهي التهم الجاهزة التي تجتهد الدبلوماسية المغربية في الترويج لها لتبرير عدائها للبعثة الدولية. وعلى صعيد طلب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالصحراء الغربية جواكيم شيسانو، يوم أمس بنيويورك مجلس الأمن الأممي تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وطلب مبعوث الاتحاد الإفريقي خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت للصحراء الغربية من الأعضاء ال15 لهذه الهيئة الأممية بتحديد تاريخ لتنظيم استفتاء داعيا إياهم إلى تحمل مسؤولياتهم في حالة إخفاق المسار الأممي لتسوية هذا النزاع. وحضر الاجتماع الذي نظم في جلسة مغلقة عدة ممثلين عن البلدان الأروبية والعربية والإفريقية، حيث رافع الرئيس الموزمبيقي السابق بحماس من أجل تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية. كما طالب السيد شيسانو بإلغاء الإجراءات الثأرية التي اتخذها المغرب ضد المينورسو داعيا إلى الاستئناف التام لنشاطات هذه البعثة الأممية. وبعد أن جدد الموقف الثابت للاتحاد الإفريقي تجاه تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية أكد الرئيس الموزمبيقي السابق التزام المنظمة الإفريقية على مواصلة إشراكها في مسار تسوية المسألة الصحراوية مثلما هو الأمر بالنزاعات الأخرى بالقارة المسجلة في أجندة المجلس. كما تطرق مبعوث رئيسة المفوضية الإفريقية مطولا في مداخلته إلى نهب ثروات الصحراء الغربية من طرف المغرب الذي يستمر في إبرام اتفاقات لاستغلال ثرواتها الطبيعية ضاربا عرض الحائط القانون الدولي بتواطؤ بعض الشركات الأجنبية.