الوكالات التجارية تتحوّل إلى "أسواق الفلاح" بدأت آثار تأخر الكشف عن رخص استيراد السيارات من قبل وزارة التجارة، تلقي بظلالها على مختلف وكالات السيارات، فشبح تسريح العمال بات ظاهرا وجليّا، وتجميد استيراد السيارات، يعني قلّة الدخل، وهو ما يعني سيناريو تسريح عمال كبير، لن يتأخّر أو يتوانى الوكلاء عن اعتماده كمخطّط استعجالي يقيه من الإفلاس الحقيقي، فتوفير أجور ما يقارب 50 ألف عامل ليس بالأمر الهيّن، وهو ما جعل وكلاء السيارات يطلقون صرخة إلى المصالح المعنية، بضرورة التعجيل في تسليم رخص الاستيراد. ويبدو أن لا مبالاة وزارة التجارة وعدم الكشف عن رخص استيراد السيارات وتخصيص حصص كل وكيل، بدأت تظهر آثاره السلبية وبدرجة كبيرة، حيث ستعود نتائجها بالدرجة الأولى على المواطن البسيط، لاعتبارين أساسيين، الأوّل يكمن في تسريح العمال الذين يعملون لدى وكلاء السيارات بسبب قلّة البيع، والثاني يكمن في استمرار ارتفاع أسعار السيارات إلى درجة رهيبة جعلت من السيارات القديمة العزاء الوحيد للمواطن الغلبان.رخص استيراد السيارات تهدّد الوكلاء بتسريح "عمالهم"لا نريد شيئا غير رخص الاستيراد، نريد استيراد السيارات وبيعها بعد أن فرغت كل المخازن، لا نريد أن نسرّح العمال ونظلمهم، نريد أن تجسّد وزارة التجارة وعودها وتكشف عن رخص الاستيراد، نريد أن يتعافى سوق السيارات، هذه الجمل، هي أغلب ما يردّده وكلاء السيارات، فرخص استيراد السيارات، أصبحت عفريتا مارقا يقف في وجه كل وكيل سيارات، والأمر كلّه متوقّف على تلك الرخصة، التي وعد بها وزير التجارة بختي بلعايب في مرات عديدة كانت آخرها منذ 15 يوما، حين قال إنّ الامر سيتم الافراج عنه في أيام قلائل وأن الحصص تمّ تحديدها، غير أن وكلاء السيارات تضرّروا كثيرا بهذا الأمر، ما جعلهم يفكّرون مليا في تسريح العديد من العمال بسبب قلّة بيع السيارات لنفاذ مخزونهم وعدم استيراد كميات أخرى. وحسب ما جاء في موقع كل شيء عن الجزائر، فإنّ عدد العاملين في مجال توزيع السيارات، يبلغ 50 الف عامل، هم في حقيقة الأمر مهدّدون بالتسريح بسبب قلّة موارد وكلاء السيارات، فالأجر يتطلّب البيع، وهو ما تمّ فقدانه، حسب ما قاله العديد من وكلاء السيارات.سيناريو "أسواق الفلاح" يحوم حول "وكلاء السيارات"كان المتجوّل عبر مختلف ولايات الوطن سابقا وخصوصا في مداخلها، يلاحظ العدد الكبير من مختلف صالات عرض السيارات لمختلف الوكلاء، وكانت أعين المواطن تتنزّه بتلك المناظر التي كانت لوقت قريب تَعِد المواطن باكتساب سيارة كما يقال "على قد الحال"، غير أنّ الرؤية تغيّرت منذ ما يقارب السنة والنصف، وتحوّل ذلك الحلم إلى ما يشبه كابوس، فأغلب تلك الصالات أصبحت فارغة تشبه "أسواق الفلاح" خلال سنوات التسعينات بعد أن كانت ملاذ المواطن "الزوالي"، ناهيك عن صالات العرض التي تمّ إغلاقها نهائيا ولم يعد لها وجود، وقد رأينا ذلك في ولايات عديدة مثل وهران والبويرة، وتمّ تسريح العمال بصفة نهائية وهو ما لمسناه من تسريح عاملة كانت تعمل لدى وكيل شركة "نيسان" بالبويرة، قالت ل"البلاد" إن الوكيل عمد إلى إغلاق الوكالة بسبب عدم وجود السيارات ونفاذ المخزون من جهة وغلاء السيارات من جهة أخرى.