حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الجمعة، مما وصفه ب"مجزرة يحضر النظام لارتكابها" في سجن حماة المركزي، مشيرًا إلى أن المعتقلين يواجهون خطر "الإبادة الجماعية". وكان نزلاء السجن الواقع وسط سوريا، سيطروا على كافة مرافقه، في 2 أيار/ مايو الجاري، واحتجزوا عددًا من الضباط فيه، قبل أن تقتحمه قوات من الجيش والشرطة وتستعيد المحتجزين. لكن السجناء عاودوا الكرة واحتجزوا الحراس؛ ما دفع القوات الحكومية لمحاصرة السجن، واستخدام الغاز المسيل للدموع. ويأتي هذا التوتر على خلفية محاولة النظام نقل خمسة سجناء سياسيين إلى سجن صيدنايا في ريف دمشق، وهو ما يرفضه السجناء. وأكدت مصادر سورية مطلعة، أن قوات النظام هددت باقتحام السجن، وقالت إن "المفاوض المكلّف من قبل النظام، أبلغ السجناء بعدم قبول شروطهم التي عرضوها مؤخرًا، وأن الأمر بات بيد الجيش، الذي سيدخل السجن خلال الساعات القليلة المقبلة، مستخدمًا القوة"، مشيرًا إلى أن النظام "يرفض إشراف أية جمعية مدنية أو أهلية على عملية سير المفاوضات". ظروف "مأساوية" وقال الائتلاف الوطني، في بيان، إن "المعتقلين في هذا السجن وصلوا إلى مرحلة الانفجار تحت ضغط لا يحتمل، في ظل القمع المفرط والظروف المأساوية والغياب الكامل لأي منظمات مختصة بشؤون المعتقلين وظروف اعتقالهم ومحاكمتهم". وذكرت المصادر أن "السجناء يعيشون أوضاعًا مأساوية في كافة النواحي، خاصة الصحية منها، في ظل حالة من الخوف والترقب يعيشونها بعد تهديد عناصر تابعة للنظام السوري لهم باقتحام السجن ودخوله بالقوة بعد وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود". من جانبه، أوضح أبو غيفارة، وهو أحد السجناء، أنهم "من دون ماء أو كهرباء منذ 16 ساعة"، مشيرًا إلى أن "حشود النظام حول السجن تشمل قاذفات آر بي جي، وكتيبة المهام الخاصة القريبة من السجن، وعناصر من فرع المخابرات الجوية المتواجد في مطار حماة العسكري". وأضاف "أبو غيفارة" الذي تمكن من الإدلاء بتصريحات صحافية بعد أن نجح السجناء بشحن عدد من الهواتف النقالة، أنه "يوجد في السجن أشخاص من كل مكونات المجتمع السوري، مطلبهم الرئيس هو دخول الصليب الأحمر إلى السجن"، حسب "العربية نت". وكان نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، موفق نيربية، حذر الخميس الماضي، من "مجزرة استثنائية" ربما تحصل في سجن حماة المركزي. مطالب بتدخل دولي وفي سياق متصل، أصدر نشطاء سوريون، بيانًا، حملوا فيه المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، مسؤولية "أية مجزرة يمكن أن تحدث الجمعة في سجن حماة"، مطالبين المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته، وفعل بكل ما يجب فعله لمنع النظام من اقتحام السجن". وكانت لجنة الاعتصام داخل السجن، طالبت في وقت سابق، ب"استصدار مرسوم عفو رئاسي للإفراج عن 491 معتقلًا، وذلك بإشراف من الصليب الأحمر"، وهو ما يرفضه النظام، الذي اكتفى بالإفراج عن 44 سجينًا خلال اليومين الماضيين، وعلى دفعتين، فيما طوق السجن بقوات ومعدات عسكرية كبيرة، تمهيدًا لاقتحامه والسيطرة عليه، وفقًا للمصادر. ويبلغ عدد نزلاء السجن، نحو ألف و 600 سجين، يشارك 850 منهم في الاعتصام. يذكر أن السجن شهد صيف العام الماضي، اعتصامًا شارك فيه نحو ألف و 200 سجين، احتجوا على "التعامل الأمني الوحشي"، قبل أن يستجيب النظام لمطالبهم بتغيير مدير السجن، والعمل على تعديل اللجنة الأمنية المسؤولة فيه.