لا يزال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ينفث سمومه نحو الجزائر والجزائريين فيما تعلّق بمصيرهم وكأنّه وصي وليّ على الجزائر، فبعد التصريحات العدائية التي أطلقها السنة الماضية من تونس والتي أبدى فيها قلقه نحو مصير الجزائر بلدا وشعبا، هاهو مرّة أخرى يعيد طرح سيناريو تساؤلاته ولكن هذه المرة من دولة المغرب أثناء زيارة قام بها أثنى فيها بجلال على الملك المغربي الذي اعتبره حليفا استراتيجيا لفرنسا. ساركوزي هذه المرة لعب دور وزير التجارة الجزائري الذي يقلق على حال شعبه، وبدا مجيدا للعب على وتر حساس وهو الجانب الاجتماعي والاقتصادي وكأنّه يريد إشعال فتنة تكون شرارة انطلاقها من المجتمع في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، حيث تساءل ساركوزي في تصريحاته، حول مصير الجزائريين من حيث الدخل والمستوى المعيشي، وردّد مرارا فكرة انهيار أسعار المواد الأساسية وتراجع مستوى المعيشة، خصوصا في الأونة الأخيرة، أين ارتفعت أسعار المواد الأساسية بصفة كبيرة فاقت ال30 في المائة، وفي نفس السياق ومن منطلق خبيث ينم عن خفايا وخبايا لم يعلن عنها، أبدى رئيس فرنسا السابق قلقه الكبير والمزعوم حول الجزائر التي فقدت أكثر من 60 في المائة من عائداتها البترولية، قائلا "كيف لهذا البلد أن يعتمد بصفة مطلقة على عائدات النفط وبدرجة كبيرة". وعاد الرئيس الفرنسي السابق بالحديث عن الجارة التونسية مثلما تحدّث من خلالها سنة 2015 حين تهجم على الجزائر، قائلا إن مسألة الأمن بتونس هي مسألة فرنسية بالدرجة الأولى. وأردف بالقول "تونس تبعد عن فرنسا ب780 كلم ومسألة أمنها هي مسألة أمن فرنسا"، كيف لا وهو الذي وصف التونسيين بسيّئي الحظ لمجاورتهم الجزائر وليبيا، الأمر الذي ينم عن نوايا خبيثة من قبل رئيس حزب الجمهوريين في زعزعة واستقرار الجزائر في صورة يلفها الغموض، خصوصا في الآونة الأخيرة، أين ارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية بالجنوبالجزائري خصوصا في منطقة الوادي، كما أشار ساركوزي إلى أن عدم الاستقرار هو الصفة الدائمة التي تطبع جنوب البحر المتوسط، متناسيا أن سبب الاستقرار بالدرجة الأولى بالمنطقة يعود للتدخلات الفرنسية بالأراضي المجاورة للجزائر خصوصا في مالي. ولا يزال لغاية الآن تطرح العديد من الأسئلة حول خرجات المسؤولين الفرنسيين، خصوصا الخرجة الأخيرة لرئيس الوزراء مانوال فالس، التي كانت بعيدة عن أصول الدبلوماسية وذلك حين نشره صورة الرئيس، ليتهجّم بعده ساركوزي ويبدي قلقا زائفا حول مصير الجزائر والجزائريين، وهو ما أرجعه العديد من المختصيين في العلاقات الدولية، إلى إمكانية بداية الفتور في العلاقات مع فرنسا، التي كانت شريكا حليفا وقديما للجزائر في مجالات عدّة، أهمها المجال الاقتصادي، وخير دليل على هذا الطرح، هو قلة الصفقات التي عاد بها رئيس الوزراء فالس في زيارته إلى الجزائر مع جملة من الوزراء، أضف إلى ذلك، تأجيل إنشاء مصنع السيارات للمصنّع "بيجو"، بعدما كان مؤكدا إقامته بوهران.