"نقابات التربية " من غير المعقول إلزام مرضى وأطفال السفر برا لمسافة تفوق 2000 كلم وجهت وزارة التربية، تعليمات إلى مديريات التربية على مستوى أزيد من 12 ولاية جنوبية تمنع فيها استفادة عمال قطاع التربية بالجنوب من تذاكر السفر لأكثر من مرة، ملزمة إياهم بالتقيد بقرار الاستفادة من تذكرة واحدة فقط في السنة خلال عطلة الصيف، فيما عليهم تسوية وضعيتهم بالنسبة لباقي العطل من حسابهم الخاص. وقد لقيت هذه الإجراءات امتعاظا شديدا من طرف مستخدمي القطاع بالجنوب الذين طالبوا الوزيرة بالتراجع عن هذا القرار كونه سيزيد من معاناة هؤلاء. وجاء في تعليمة صادرة عن مصالح البرمجة والمتابعة بمديريات التربية تم توجيهها لمديري المؤسسات التعليمية متوسط وثانوي ومديري المدارس الابتدائية ومفتشي التعليم الابتدائي للإدراة، تحوز "البلاد" على نسخة منها، أنه "نظرا إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد الناتجة عن تدهور سعر البترول في السوق الدولية، مما أثر على الاقتصاد الوطني وعلى السياسة العامة للدولة التي انتهجتها الحكومة من أول جانفي والمتمثلة في سياسة التقشف، حيث أصدرت تعليمات بهذا الشأن تتمحور حول التقليل من الإنفاق في جميع الأبواب لجميع القطاعات". وشددت الوزارة من خلال ذات التعليمة، على أنه على المسؤولين المحليين لولايات الجنوب إلزام جميع موظفي القطاع بتجنب اقتناء تذاكر الطائرة عند السفر خلال العطلة الصيفية 2016". وقد لقيت هذه الإجراءات تذمرا كبيرا وسط الموظفين. وذكرت في هذا الشأن النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" وعبر مكتبها بولاية إليزي، قائلة "الوصاية لم تكن متوقعة، حيث من غير المقبول أن تمنع على الموظفين السفر في الطائرة، علما أن معظم عمال القطاع يتنقلون برا لأن الرحلات الجوية محدودة وصاحب الحظ من يتمكن من الحجز فيها، إلا إذا حجز قبل أشهر عن موعد السفر". وتساءلت "الأسنتيو" ،«فكيف نطلب من الذي حجز ودفع عدم الحجز!؟ وكيف لمريض أو رضيع السفر في الحافلة ولمدة أيام وخلال فصل الصيف (الحرارة الشديدة والزوابع الرملية)؟، نحن هنا لا نتكلم عن 500 أو 600 كلم، فنحن نتكلم عن مسافة ما بين 2000 و2500 كلم"، تضيف النقابة. كما ندد ت اتحادية التربية لنقابة السناباب (النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية) على لسان رئيسها بن مشيه بن يحيى بالجلفة بالقرار، وقال "نحن ضد هذا القرار، لأن التقشف يجب أن لا يشمل قطاع التربية كما صرحت وزيرة التربية سابقا، فعمال قطاع التربية في الجنوب يعانون، وسيزيد هذا القرار من معاناتهم. ودعا بن مشيه وزيرة التربية نورية بن غبريت، إلى إلغاء هذه التعليمات التي ستضر بقطاع التربية، مؤكدا "إذا لم تلغ سنلجأ إلى الاحتجاج"، وتساءل "لماذا أبناء الجنوب هم الضحية؟ لماذا يتم التضحية بهم دائما؟ رغم ما يعانيه من صعوبة العمل نتيجة للمناخ الصعب ونقص الإمكانات وتجاهل الوزارة لمطالبهم". واغتنم المتحدث الفرصة ليعود إلى موضوع معاناة قطاع التربية بالجنوب وتجاهل الوزارة لمطالبهم خاصة مشكل السكن، مشيرا إلى عقد لقاء تنسيقي بين 9 نقابات اليوم الأحد بالجلفة حول المطالب العالقة وينتظر اتخاذ قرارات لكيفية انتزاعها.