ولو أن بن عيسى (في الفلاحة) قرر مع أشجار البلوط هذا التعامل لكفاه شر المطالبة بمال ورجال لإعلان مشاركة الجزائر في مشروع الجدار الإفريقي الأخضر العملاق الذي سيقام جنوب الصحراء ما بين السنيغال إلى حد الصومال بعد أن يزرع أشجارا ويتظلل فيه الإرهابيون! وعندما يصبح إنفاق الجزائر كبيرا باسم بابا نويل كل عام ميلاد، الحج باتجاه بابا ساركوزي وشيراك وبرلسكوني غاية وهدفا لمن استطاع ولو على متن خشبة، والدعوة الملحة إلى تقارب أكثر مع أوروبا باسم شراكة هي في الأصل خماسة على حساب العرب يكون من اللازم طرح سؤال حول بوصلة الجزائري نفسه واتجاه الريح فيها باسم ما يعرف بالهوية والانتماء خاصة أن مظاهر الاحتفالات بكل ما هو فاوري غير أصيل لم تعد مقتصرة على فئات بعينها تملك وبالتلي تحكم! حتى وإن طرح البعض السؤال إن كان الشعب هذا موجود فأين هو؟! لكن ذلك لا ينطبق على طبيعته ومع أن الإجابة حول اللغة والدين والانتماء وانقلاب القيم الأخلاقية قد تحتمل أجوبة متناقضة مع استمرار الحديث عن مشروع مجتمع لاسيما في صالونات السياسة التي تتحدث عن اللائكية والهوية المليحة للناس الملاح (بكسر الميم). إلا أن مسألة الدولة قد تم الفصل فيها بعد خمسين عاما من الحكم على رأي مهري على الأقل، فهي مازالت في طور التشكيل أو التكوين باعتبارها دولة أشخاص يملكون نفوذا كما يقول تواتي زعيم الأفانا. وهي أكثر من ذلك مازالت بعيدة عن الهدف الذي سطره بيان أول نوفمبر الداعي لإنشاء دولة ديمقراطية شعبية في إطار المبادئ الإسلامية لا مكان فيه لبابا نويل والاحتفال به لأن لكل واحد '' باباه'' وأمه أيضا!.