زيارة "المنتديات الجهادية" والدعوة للتطرف عبر "الفايسبوك" تكلّف السجن دخلت يوم الثلاثاء الإجراءات الجديدة لقانون العقوبات حيز التنفيذ بعد صدورها في العدد الأخير للجريدة الرسمية. وتقضي التدابير الجديدة بإنزال عقوبات شديدة على الأشخاص الذين يسعون إلى تجنيد مقاتلين لإرسالهم إلى الجماعات الإرهابية خارج البلاد، أو تحريضهم على الانضمام إليها باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي. وحسب الحكومة سيسمح النص الجديد للجزائر بالانضمام إلى الجهود التي تبذلها المجموعة الدولية، في مجال مكافحة التطرف والإرهاب الذي يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن والاستقرار في العالم". ويعد معنيا بتفاصيل النص التشريعي الجديد "الأشخاص الذين يجندون أشخاصا لفائدة الجمعيات أو التنظيمات أو الجماعات أو المنظمات الإرهابية في الخارج، أو تنظيم شؤونها أو دعم أعمالها أو نشاطاتها أو نشر أفكارها باستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، أو بأية وسيلة أخرى". ويمكن أن تصل العقوبة إلى السجن مدى الحياة. علما أن عقوبة الإعدام لا تطبق في الجزائر منذ 22 سنة، بالرغم أن قانون العقوبات ينص عليها والقضاة ينطقون بها في المحاكم. وأشار وزير العدل، الطيب لوح، إلى أن النص القانوني "جاء ليدعم ترسانة التشريعات في مجال مكافحة الإرهاب، ويعكس أيضا إرادة الجزائر الهادفة إلى التصدي لهذه الظاهرة ومعاقبة مرتكبيها"، مضيفا أن مبادرة الحكومة "ترمي إلى تعزيز وسائل مكافحة الإرهاب، من خلال تجريم ظاهرة المقاتلين الذين يتنقلون إلى دول أخرى، بغرض ارتكاب أعمال إرهابية ويمنع تمويل هذه الأفعال". واعتبر الوزير أن ظاهرة المجنّدين تؤكد البعد العالمي للإرهاب وهي المقاربة التي ما فتئت تنادي بها الجزائر منذ التسعينات من خلال تأكيدها على أن الإرهاب لا وطن ولا دين له. وأفاد أنّ الجزائر لا يمكنها أن تتضامن أو تنسّق مع الدّول في مكافحة ظاهرة الإرهاب وفقا لأحداث ظرفية أو إقليمية أو اقتصادية أو حسابات جيواستراتيجية، لأن ظاهرة الإرهاب ليست ظرفية أو إقليمية أو محدودة جغرافيا. وأكّد أنّ رقعة الإرهاب تزداد كلما زاد اختلال العلاقات الدولية وعجز المجموعة الدولية عن تنسيق جهودها في مكافحة الإرهاب. وقد جاءت إرادة الحكومة في مواجهة ما يسمى "ظاهرة تجنيد مقاتلين في الجماعات الإرهابية بالخارج"، على خلفية تزايد أعداد الجزائريين الذين يسافرون إلى سوريا والعراق وليبيا بغرض الالتحاق بالإرهابيين. ويوجد العشرات من هؤلاء في السجن، بعدما تم اعتقالهم فور عودتهم إلى البلاد. فيما قتل العشرات منهم في معارك خلال السنوات الماضية.