دراجات "جاتسكي" تحت رقابة مصالح الأمن أفادت مصادر أمنية ل"البلاد"، أن القوات البحرية التابعة للناحية العسكرية الثانية بوهران بالتنسيق مع مصالح الدرك، استنفرت مصالحها بمختلف المنافذ الشاطئية بولايات وهران، مستغانم وعين تموشنت، وأحدثت دوريات مشتركة مكثفة فيما بينها بحثا عن مشتبه فيهم متورطين في ما وصف بأكبر عملية تهجير جماعي غير شرعية نحو السواحل الإسبانية كانت ستتم عبر مجموعة من القوارب المطاطية السريعة انطلاقا من شاطئ مداغ 2 التابع لبلدية بوزجار في ولاية عين تموشنت. ووفقا ما أوردته المصادر نفسها، فإن فرق المراقبة البحرية تحركت بمعية طائرة مروحية من نوع "سوبر لانكس" ذات خصائص ملائمة لمثل هذه العمليات، في وقت متأخر من ليلة الأحد إلى الاثنين، في اتجاه مناطق مختلفة من الشريط الساحلي المشترك بين الولايات الساحلية ذاتها، خصوصا منافذ مداغ1 و2، السبيعات إلى غاية بني صاف، إضافة إلى شواطئ الجهة الغربية لولاية مستغانم على الحدود مع ولاية وهران، وتابع المصدر قوله إن وحدة عائمة تابعة لمجموعة خفر السواحل ضبطت 6 عناصر من المرشحين للهجرة غير الشرعية إلى الضفة الأخرى من المتوسط وهم على متن قارب مطاطي سريع في جنح الظلام، تم التأكد بعد تحريات معمقة مع الموقوفين أنهم كانوا رفقة مجموعة كبيرة من الشبان لم يتسن معرفة عددهم والوجهات التي قدموا منها، إلا أنهم كانوا يخططون للإبحار السري من شاطئ مداغ 2 ضمن رحلات غير شرعية منظمة من قبل أشخاص مجهولين تجري التحقيقات بشكل مكثف لتحديد هوية الأعضاء وإلقاء القبض عليهم. وقالت التحقيقات المعمقة، التي باشرتها الجهات المختصة التابعة للناحية العسكرية الثانية بوهران، إن ما يقرب 82 مرشحا للهجرة السرية قدموا من مختلف الولايات المجاورة، كانوا يستعدون لركوب أمواج البحر الهادئة في هذه الأيام انطلاقا من الشاطئ المذكور حسبما أشار إليه المصدر، مضيفا أن نقطة اختيار انطلاق هذه القوارب كانت مدروسة من قبل منظمي رحلات تهريب البشر إلى السواحل الإسبانية بعد ورود تسريبات مفادها نجاح قارب على متنه 10 "حراڤة" من مختلف مدن ولاية عين تموشنت في بلوغ سواحل الأندلس بتاريخ 22 أوت الجاري، وعلم أن القيادة البحرية بوهران توصلت إلى الكشف عن مواقع أخرى لمرشحين آخرين كانوا على متن قوارب تستعد لمغادرة المياه الإقليمية المحلية عبر منافذ غير بعيدة عن شاطئ "مداغ 2"، الذي بات يستعمل خطا بحريا ملائما من قبل مافيا تهريب "الحراڤة"، بما أن المعلومات تشير إلى أن ما يقرب 6 قوارب تخطت السواحل الإسبانية منذ بداية الشهر الحالي دون أن يتم إحباط هذه الرحلات السرية، وتلفت المصادر إلى أن عمليات التمشيط الواسعة التي تجريها حاليا القوات البحرية خلال ال72 ساعة الأخيرة، الغاية منها محاصرة شبكات تهجير البشر ورسم منظومة أمنية بحرية صارمة لتحديد النقاط السرية التي تنطلق منها قوارب "الموت" اتجاه السواحل الإسبانية. وحسب ما توافر من معلومات، فإن المركز الجهوي الغربي لعمليات الحراسة والإنقاذ، تلقى توجيهات بتكثيف العمل العملياتي بدقة لوضع حد لهذه العمليات غير القانونية التي تزايدت خلال موسم الصيف الحالي عبر الشواطئ الغربية للوطن، وباتت تشكل خطورة بالغة، لاحتمال وجود ارتباطات بين مافيا تهريب البشر وشبكات الإتجار الدولي في المخدرات عبر البحر. وحسب معلومات حصلت عليها "البلاد"، فإن التوجيهات التي تلقتها هذه الفرق لم تستثن تشديد الرقابة على مستعملي دراجات "جيتسكي" التي تعتبر بدورها آخر ما أبدعته شبكات تهريب المهاجرين غير الشرعيين.