ستشرع الأحزاب المنضوية تحت لواء المبادرة السياسية للتقدم في انسجام واستقرار التي يقودها حزب جبهة التحرير الوطني، بداية من شهر أكتوبر الداخل، في عقد ندوات ولائية، حسب ما تم الاتفاق عليه في آخر اجتماع عقد السبت الماضي، غير أن العديد من الأحزاب تجد صعوبة في التجسيد الميداني لبعض ما تم التوصل إليه خلال اجتماعات المبادرة بالنظر إلى انشغال هذه الأحزاب بالتحضير لموعد الاستحقاقات القادمة. عقد ممثلو الأحزاب السياسية والجمعيات الرئيسية الأطراف في المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار، اجتماعا السبت الماضي لدراسة أول جلسة من ورشة المناقشة حول مضمون المشروع التمهيدي للائحة المبادرة السياسية الوطنية المتعلقة بالحكامة الاقتصادية، ومتابعة والانتهاء من المناقشات حول الخطوط العامة لعدم تركيز ولامركزية عمل المبادرة السياسية الوطنية وتقدم على المستوى الجهوي والمحلي، بالإضافة لدراسة والمصادقة على المشروع النهائي للبرنامج الزمني لتظاهرات المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار وتقدم فيما يخص الربع الأخير من سنة 2016. وبهذا الخصوص، كشف القيادي في جبهة التحرير الوطني، بعجي أبو الفضل، في اتصال ب"البلاد" أنه تم الاتفاق على تشكيل ورشات العمل المتعلقة بالحكامة السياسية، والأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، والتوصل إلى صياغة وثيقة لدعم جهود الدولة في المسائل الأمنية، مضيفا أنه بداية من شهر أكتوبر سيتم الشروع في عقد لقاءات محلية وولائية، وذلك إلى غاية شهر ديسمبر، مشيرا إلى أنه بعد هذا التاريخ ستتفرغ الأحزاب للعمل على ملف الانتخابات التشريعية، على أن يتم حسب أبو الفضل عقد ندوة وطنية بعد التشريعيات القادمة، ستعرض خلالها وثيقة مكتوبة تحم مختلف تفاصيل المبادرة. من جهة أخرى، فتح بعجي أبو الفضل النار على منتقدي المبادرة، خاصة من أحزاب المعارضة قائلا إن "وجود هؤلاء الناس في الحياة السياسية هو الفشل"، معتبرا أن التوصل إلى جمع 37 حزبا يعد في حد ذاته "إنجازا يفتخر به"، متسائلا عن مصير المبادرات الأخرى التي طرحت في الساحة السياسية فقال "ماذا قدمتم أنتم؟". وفي هذا السياق يرجع المراقبون فتور المبادرة لتحضير أغلب الأحزاب للاستحقاقات القادمة، خاص في ظل الشروط الجديدة التي يفرضها قانون الانتخابات الجديد، خاصة ما تعلق بنسبة 4 بالمائة المحصلة في التشريعيات السابقة.