تجري روسيا حوارا مكثفا مع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بشأن تثبيت الإنتاج بعد الاتفاق التاريخي بهذا الشأن في الجزائر قبل يومين والذي أشاد به الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قائلا إنه عزز دور المنظمة على الصعيد السياسي والاقتصادي، في وقت تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة بفعل جني الأرباح. وفي موسكو نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله اليوم إن بلاده وأوبك" تجريان حوارا نشطا لمناقشة تثبيت إنتاج النفط". ويأتي تصريح الوزير الروسي في وقت أعلن فيه الرئيس التنفيذي لشركة "لوك أويل" النفطية وحيد علي كبيروف أن الشركة -التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا- ليست مستعدة لخفض إنتاجها من الخام، لكنها ستشارك في أي إجراءات رامية لإحلال الاستقرار في السوق إذا شاركت فيها روسيا، مضيفا أن جميع منتجي النفط الروس قد يوقعون بروتوكولا بخصوص تثبيت الإنتاج. من جهته أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن اتفاق أوبك الذي تم التوصل إليه في الجزائر يوم الأربعاء الماضي عزز دور المنظمة على الصعيد السياسي والاقتصادي العالمي. واعتبر مادورو أن الاتفاق "يعكس الجهود التي بذلتها فنزويلا منذ سنتين للتوصل إلى توافق لضمان استقرار السوق النفطية"، كما أكد أن الدول الأعضاء في أوبك عززت مواقفها خلال قمة دول عدم الانحيازالتي استضافتها فنزويلا منتصف الشهر الجاري. من جهته استبعد مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة آموس هوكستاين أن يؤدي اتفاق منظمة أوبك بشأن خفض الإنتاج إلى رفع أسعار النفط لمدة طويلة. وأرجع السبب في ذلك إلى "الطفرة في أنشطة التنقيب بالولايات المتحدة وتحسن كفاءة الطاقة في العالم". في غضون ذلك سجلت أسعار النفط اليوم الجمعة انخفاضا مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح عقب صعودها 7%، وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 63 سنتا إلى 48.61 دولارا للبرميل بحلول الساعة 6:45 بتوقيت غرينتش بعدما ارتفع 55 سنتا أو 1.1% عند التسوية السابقة. وهبط سعر الخام الأميركي 58 سنتا إلى 47.25 دولارا للبرميل بعدما أغلق مرتفعا 78 سنتا في الجلسة السابقة التي لامس فيها أعلى مستوى له في شهر عند 48.32 دولارا للبرميل. يذكر أن الدول الأعضاء في أوبك اتفقت الأربعاء الماضي في الجزائر على خفض الإنتاج من نحو 33.5 مليون برميل يوميا إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، ومن المقرر وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق بما فيها حصص إنتاج كل دولة خلال الاجتماع الدوري للمنظمة في نوفمبر المقبل.